رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد عامر الأحمدي
فهد عامر الأحمدي

توائم أوبرا

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قرأت قبل فترة خبراً طريفاً من مدينة "يافو" الصينية.. فقد افتتح مطعم جديد لا يغلق أبوابه أبدا.. كان يعمل طوال 24 ساعة لسبعة أيام في الاسبوع. ومع هذا لم يكن يعمل فيه سوى أربعة أشخاص، الزوج والزوجة والابن والابنة الكبرى.. كان رواد المطعم يتعجبون من سر تواجد هؤلاء الأربعة طوال 24 ساعة في اليوم، وعملهم على هذا المنوال طوال أعوام..
أصحاب المطعم لم يخبروا أحدا بسرهم حفاظا على سمعتهم كمطعم "للروبوتات البشرية".. لكن احد الصحافيين اكتشف أن أصحاب المطعم هما شقيقان توأم، متزوجان من شقيقتين توأم، ولهما كذلك طفلان توأم، يرتدون نفس الزي ويتكلمون بنفس الطريقة ويتناوبون العمل كل ثماني ساعات!
.. وهذه القصة نموذج لمفارقات وطرائف تعتمد على استغلال شبه التوائم في أمور لا تخطر على بال.. غير أن مفارقات التوائم تتجاوز القصص الطريفة إلى الدراسات العلمية الجادة .. فعلماء النفس مثلا يفضلون إجراء الدراسات على التوائم كون تشابههما الجيني يسمح برصد تأثير العوامل البيئية والظرفية عليهما (بمعزل عن تأثير الوراثة)..
ولكن؛ في حين لا يستغرب أحد اشتراك التوائم في نفس الملامح والبنية الجسدية، يحق لنا الاستغراب من اشتراك بعض التوائم (حتى بعد انفصالهما تماما) بنفس الظروف الحياتية دون تخطيط مسبق أو معرفة بوجود الآخر...
خذ كمثال جيم لويس الذي علم (بعد 39 عاما) أن له أخا توأما تبنته إحدى العائلات فور ولادتهما. وبعد أشهر من البحث والتحري طرق باب أخيه سبرنكر في بلدة دايتون وعرفه على نفسه. وعلى الفور اكتشفا مسلسل المصادفات الغريبة التي مرا بها؛ فكلاهما عانى من نفس المشكلات الصحية وتقلب المزاج وزيادة الوزن.. ورغم امكانية اعادة هذا التشابه الى "البرمجة الوراثية" يصعب تفسير المصادفات الظرفية التي مرا بها.. فقد اكتشفا مثلا (ومن خلال سجلاتهما المدنية) أنهما تزوجا في نفس التاريخ من فتاتين تدعيان ليندا، ثم تطلقا في نفس التاريخ وتزوجا من فتاتين تدعيان "بيتي" ورزقا بطفلين سمياهما "جيمس" و "آلن" وعمل كلاهما في مطاعم ماكدونالدز ومحطة للوقود وأخيرا في وظيفة وكيل شريف (ولكنهما ظهرا سويا في برنامج صباح الخير أميركا لإخبار قصتهما للجمهور)..
وقصة لويس وسبرنكر مجرد حالة واحدة من 34 حالة تشابه ظرفي بين توائم انفصلوا منذ الولادة جمعها الدكتور توم بوشارد في كتاب ألفه بهذا الشأن..
وحين قرأت قصتهما تذكرت حادثة غريبة شاهدتها قبل سنوات في برنامج المذيعة المشهورة "أوبرا وينفري".. فأثناء وقوف الأم لوري في الطريق السريع اصطدمت بها شاحنة ضخمة قتلت على الفور طفلتيها إيما وكايتي، في حين مات ابنها الثالث كايل في المستشفى.. وحين وقع الحادث كان زوجها كريس في العمل ولم يستطع حتى رؤية ابنه كايل قبل وفاته..
أصيب الوالدان بانهيار كامل ولم يعد كلاهما يرغب في العيش أو يذهب للعمل واتفقا على الانتحار لولا بقاء الجيران ووالدة الأم في منزلهما على الدوام.. وبعد سنوات حملت الأم مجددا بثلاثة توائم دفعة واحدة أطلق عليهم أسماء أطفالهما الثلاثة المتوفين.. والعجيب أن الأطفال الجدد كانوا يشبهون الأطفال المتوفين وكأنهم بعثوا من جديد.. لم يصدق الجمهور عينيه حين دخل الأطفال الثلاثة أمام الكاميرات فكانت لحظة مؤثرة أبكت الجمهور والمذيعة.. وكاتب هذا المقال... نقلا عن الرياض

arrow up