رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عقل العقل
عقل العقل

دولة الإرهاب تتجرع بضاعتها

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لا يمكن أن تدعي إيران أنها ضحية الإرهاب بعد حادثة الأهواز الأخيرة والتي هي أقرب إلى المسرحية الهزيلة الإخراج في من تقع عليه مسؤولية القيام بها، فبسرعة عجيبة تم إطلاق الاتهامات تجاه واشنطن وبعض دول المنطقة بأنها تقف وراء تلك الحادثة. كلنا نتذكر حادثة الهجوم على البرلمان الإيراني قبل أشهر والتي توعدت السلطات الإيرانية بكشف خيوطها، ولكن لم نسمع بعد ذلك عن تفاصيلها أو من يقف وراءها. العملية الأخيرة تبدو متناسقة الأهداف والنتائج مع تلك الحادثة، وذلك لتوظيفها لتبرئة النظام الإيراني من حقائق وتقارير دولية بأنه الراعي الأول للإرهاب في المنطقة والعالم والذي كان قبل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتبجح بسيطرته على عواصم عربية.
الآن، تغيرت قواعد اللعبة السياسية في المنطقة، فإيران التي استثمرت سياسياً واقتصادياً في سورية مثلا تتعرض للإذلال والمهانة من قوى إقليمية ودولية للخروج منها مرغمة، وحتى في العراق على رغم تعقيد المشهد السياسي فيه واعتقاد إيران أنها المسيطرة عليه بدأت قواعدها تضعضع هناك، والجميع شاهد المظاهرات الأخيرة في جنوب العراق وهي تردد «إيران برا...برا».
لا شك أن انسحاب إيران من هذه المناطق لن يكون سهلاً، ولكن هناك عوامل موضوعية خارجية وفي الداخل الإيراني تضغط على النظام للانكفاء الداخلي إذا كان هناك قيادة ونظام يريد البقاء، فالسياسة الأميركية واضحة المعالم في المطالب التي أعلنت عنها وفي مقدمتها وقف العبث الإرهابي في المنطقة، من جهة أخرى الشارع الإيراني لم يتوقف عن التظاهر للمطالبة بحقوقه الاقتصادية والتي سرعان ما تحولت شعارات تلك الاحتجاجات إلى سياسية تطالب بإسقاط النظام وعدم تبذير أموال الشعب الإيراني في دعم منظمات إرهابية في الخارج، والمواطن الإيراني يعاني القهر والجوع والحرمان.
نحن في الخليج لا يمكن أن نصدق أن النظام الإيراني، وهو الداعم الرئيس لجماعة الحوثي الإرهابية في اليمن، هو ضحية الإرهاب كما يدعي، والحقيقة التي عبّرت عنها دول الخليج العربي ما عدا النظام القطري أننا نحارب الإرهاب بإشكاله وصوره كافة ومنها إرهاب دولة الملالي في طهران، فأراضي المملكة ومدنها والأماكن المقدسة لم تسلم من الصواريخ الإيرانية التي تزود بها جماعة الحوثي الإرهابية، وقدم التحالف العربي الأدلة القاطعة على أن تلك الصواريخ إيرانية الصنع فكفى استخفافاً بعقولنا، ولكن يبدو أن النظام الإيراني بعدما بدأت نتائج انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وتطبيق حزمة أولية من قرارات المقاطعة الأميركية بدأت تظهر نتائجه، فكيف إذا طبقت عقوبات أميركية أكثر حيوية في شهر الثاني (نوفمبر) القادم.
يأتي الحادث الأخير في إيران قبل أيام من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وبالفعل غادر الرئيس روحاني إلى هناك، وجميع المتابعين على قناعة أن الآلة الإعلامية الإيرانية ستعمل على إظهار نظامها الإرهابي وكأنه ضحية الإرهاب كما تدعي من أعلى منبرا دولي، هذا النظام الإرهابي ليس بعيدا من تدبير أو تسهيل العملية الأخيرة لاستغلالها بالتباكي والمظلومية كما عودنا دائماً.
نقلا عن الحياة

arrow up