رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

هل لديكم من مجير؟!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

سألني: ماذا تحب، وماذا تكره؟! قلت له: اسمح لي أن أجرح مشاعرك، وأجزم لك أن هذا أغبى سؤال أسمعه.
وإذا كان ولا بد فإنني أحب (الحب) بالدرجة الأولى، وأكره (الكراهية) أكثر من رؤية وجهك الكرتوني. والحب الذي أعنيه هو شامل جامع مانع، وليس حب (روميو وجولييت)، وأفلام السينما الرومانسية، كما أن الكراهية التي أعنيها هي أيضاً شاملة جامعة مانعة، وقد تصل إلى الحد الذي قد أغفر وأشفق فيه على قاتلي في آخر لحظة قبل أن تفيض روحي.
لست منزهاً ولا أتصف بأخلاق الملائكة حتماً، ففي داخلي وأعماقي أجواء مضطربة ممتلئة بالتناقضات، أحاول بقدر ما أستطيع السيطرة عليها. ومن سوء حظي وحظ أي إنسان على ظهر هذه البسيطة، أن العمر قصير ومحدود وسريع كومضة (الفلاش)، لهذا أنا (أغنم من الحاضر لذاته)، ولا يتسع لي الوقت لأن أكره، حتى لو ادعيت كذباً أنني غير ذلك.
استهجن وتبرم من جوابي الطويل هذا، واعتبره (مائعاً) - بمعنى أنه مثل الزبدة السايحة - لهذا قال لي بتجهم: أرجوك حدد. فرددت عليه قائلاً: إذا كان ولا بد، فإنني أولاً أحب الغرام العاطفي المشبوب - أي (الحريقة) - الذي يجعلني أمشي وعيناي تتحاولان، ولا أدري هل قلبي في الجهة اليسرى من صدري، أم أنه كالعفريت يسابق قدميّ. كما أنني وعلى سبيل المثال أحب الفن، والطبيعة كذلك، والأصحاب، وشوربة (الكونسوميه)، والمخدّة اللينة، ولعبة (البينغ بونغ) والحذاء المريح، ومغازلة النجوم في الليالي الحالكة.
أما ما أكرهه فهو الأفلام الدرامية (الساذجة)، والمصارعة الحرّة، و(راليات) السيارات، والبرنامج الغوغائي (الاتجاه المعاكس) في «الجزيرة». واستدراكاً وقبل أن أنسى فإنني أحب وأتابع أيضاً مسابقات الجمال أينما كانت.
وبحكم أنني متابع جيد لها، فقد لفت نظري أن أكثر من يفزن في تلك المسابقات هن من تلك الدولة الناشئة التي يقال لها (فنزويلا)، مما سبب في نفسي الإحباط، وهناك احتمال أنني سوف أذهب خصيصاً إلى هناك قريباً لأتقصّى عن الأسباب الجوهرية التي جعلت (الجمال والفشل) يجتمعان في إناء واحد. واختصاراً أعتقد أن تلك المسابقات الحضارية الجمالية هي من أروع ما أفرزته الأمم بعد كارثة الحرب العالمية الثانية.
وتألمت عندما سمعت عن اغتيال وصيفة ملكة جمال العراق تمارا فارس، وحزنت أكثر عندما قرأت مقابلة مع ملكة الجمال السابقة شيماء قاسم، وذلك عندما قالت: إن هناك أيضاً من يطاردونني ويهددونني بالقتل كذلك. وهي تطلب الاستجارة، فهل هناك من مجير؟!، فأينكم يا شهماء العرب؟
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up