رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

نماذج من البشر

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لم يحرجني أحد بجوابه أكثر من عامل أو حارس في حديقة الحيوان (بالجيزة)٬ وذلك عندما وقفت أمام حاجز فيه فرس النهر (سيد قشطة)٬ فسألته: هل هو ذكر أم أنثى؟! فتأملني قليلاً وهو يشيلني بنظراته من فوق لتحت٬ ثم قال لي: لا تشغل بالك من هذه الناحية يا (بيه)٬ فالذي ينبغي أن ينشغل باله هو ذكر الحيوان. وأتبع كلامه قائلاً: وانت إيه يهمك إذا كانت أنثى أم ذكر٬ (فالنسوان) من بني آدم كثير وعلى (قفا من يشيل)٬ أإلى هذه الدرجة حليت هذه الأنثى في نظرك٬ يعني (حبكت) أوي معاك؟! الواقع أنني صعقت من جوابه٬ ولا أدري هل ذلك الرجل معتوه٬ أم إنه وجد في شخصيتي نموذج إنسان غير طبيعي؟! تركته وأنا أضرب (أخماًسا بأسداس). *** امتدح لي أحدهم طبيب أسنان٬ فذهبت إلى عيادته للتنظيف والتشييك على أسناني اللؤلؤية٬ وبينما كنت جالًسا في صالة الانتظار٬ إذا بسيدة عجوز تخرج من عنده٬ وتتوجه لي قائلة: إنني سعيدة جًدا أن الطبيب لم يسبب لي أي ألم٬ كما أنه لطيف جًدا. وعندما دخلت عليه٬ وذكرت له كلام تلك السيدة عنه٬ تبسم قائلاً: إنها أمي٬ فقلت له: يا بختك في أمك٬ لا شك أنها وكالة دعاية متحركة. *** في إحدى المناسبات رماني ربي بالجلوس بجانب رجل ثرثار٬ أخذ يحدثني طوال الوقت في موضوع لا يهمني لا من قريب ولا من بعيد٬ وكنت طوال الوقت سارًحا ومبتعًدا عنه بنظراتي٬ ويبدو لي أنه ضاق ذرًعا بأسلوبي٬ فما كان منه إلا أن نهرني قائلاً: إن الإصغاء إلى شخص ما بعينيك لا يقل أهمية عن الإصغاء له بأذنيك. هززت له رأسي ونهضت وتركته دون أن أقول له: إنني لم أصغ لك لا بعينّي ولا بأذنّي. وبعد جولة سريعة في ذلك المجلس الفسيح٬ لمحت رجلاً مهنته هي تصميم الأزياء٬ وبحكم أنه شخصية مشهورة٬ توجهت للتعرف عليه٬ وتبادلنا أطراف الحديث٬ وسألته سؤالاً عرضًيا عن أفضل الأشياء التي يحبها بعيًدا عن الأزياء! أجابني سريًعا وبكلمة واحدة: النساء. *** ما أكثر المناسبات غير المباركات التي أحضرها٬ وأسجل انطباعاتي عنها. منها مثلاً عندما تصادف استماعي إلى رجل فيلسوف وهو يقول لي بالحرف الواحد: عندما ترفض المرأة أن تتشاجر مع الرجل٬ فاعلم أنها ملت عشرته٬ فالشخص المحب لا يرفض المشاجرة. لم أرد عليه٬ ولكنني عندما تأملت وتمعنت بوجهه٬ وإذا بهالة زرقاء حول إحدى عينيه٬ وكدمة حمراء في أعلى جبينه نقلا عن الشرق الاوسط

arrow up