رب ضارة نافعة
هذه العاصفة والأمواج المتلاطمة ليست الأولى من نوعها التي تواجهها المملكة ، بل منذ تأسيسها حتى اللحظة واجهة بشجاعة وثبات وثقة العشرات من المؤامرات الشعواء والحملات الضروس وكانت المملكة تخرج من تلك الأزمات في كل مرة أقوى من سابقتها ليس فحسب لأنها بريئة مما ينسب لها بل لأنها في كل مرة تكرس بأن سجلها ناصعاً وتوكد من جديد انها تربأ وتتنزه عن ما يحاك بها من حبائل مهترئة ومتشيطنة ، تعرف سلفاً انها في سبيلها للاندحار لا محالة كما تتفهم أنها إفرازات ودمامل طبيعية تنضح من الفاشل والمفلس أبداً لجهة الناجح باقتدار .
هذه الثقة الراسخة والتي جُبلت عليها سياسة المملكة تجعل العدو يتخبط ولا يلوي على أي رجل يرقص ولا بإي سهام يرمي فكل سهامه ترتد عليه وتتكسر على ضلوعه والمتهتكة أصلاً .
ولعل قضية خاشقجي تكون (الضارة النافعة) إذ بالملمات تتضح أمور وتتكشف مستجدات .. دعك من الدول الشقيقة والصديقة فهي لن تتغير لجهة المملكة بوصفها تربطها علاقات متجذرة وذات مصير مشترك وقبل هذا وبعده تدرك تلك الدول بأن المملكة أكبر وأسمى من أن تطالها هرطقات من هنا أو فبركات من هناك.
ودعك أيضاً من الدول المارقة التي تعلن عداوتها للمملكة بشكل مباشر أو المتوارية خلف سواتر مثقوبة أو زجاج عاكس في النهار لكنه يتكشف ليلاً! ما يهمنا في هذا الوارد هو أن هناك دول أخرى تستدرك في خضم تلك المناخات سوء تدبيرها وما يعرف بلغة السياسية (الاستدراك البراغماتي) فسرعان ما تصطف بجوار المملكة وتعلن صداقتها إن بشكل ضمني أو مباشر بوصفها كانت منساقة للإعلام المعادي من حيث تدري أو لا تدرك فتجلى لها عبثية انجرارها وخيبة تقديرها بالمحصلة تخرج المملكة من الأزمات السياسية بأصدقاء جدد واصطفافات تضامنية وبالتوازي وبشكل طردي يتراجع طابور المرتزقة ومن لف لفهم.
لا يوجد تعليقات