رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

وزارة تأكل أولادها!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

هل يمكن أن ترى اليوم قطة تأكل صغارها من شدة الجوع؛ كما تقول الأسطورة؟ ولكن هذا ما تقوم به معظم الوزارات (فيذا) مع منسوبيها على قيد العمل؛ أما مع (الموتى قاعدين) فكل الوزارات لا تأكلهم وحسب؛ بل وتمص دماءهم، وتطحن عظامهم، وتبيع أنينهم على شركات الجوالات؛ كنغمات مميزة!
ومن الصعب أن نتفق على الوزارة صاحبة المركز الثاني، بعد أن ضمنت كواكب (التعليم) المركز الأول، بمسافة تقاس بالسنوات الضوئية، لتظل إلى عصر يوم القيامة رافعة شعار: (متصدر لا تكلمني)!!
وقد بدأت الوزارة أكل أولادها (المعلمين والمعلمات) من منتصف الثمانينات الميلادية، بتقليص فرص تحسين الدخل؛ كالتدريس في المدارس الليلية؛ حتى لم تعد (تجيب همَّها) مادياً، بعد أن كانت تدر على المعلم نحو (80%) من أصل راتبه! وصارت الوزارة توظف الآلاف من خريجي (الكليات المتوسطة)، على وعدٍ بإتاحة الفرصة لهم لإكمال دراساتهم من البكالوريوس ـ حيث ينتقلون من المستوى الثاني والثالث إلى المستوى الخامس ـ إلى الماجستير حيث يحصلون على المستوى السادس، وهو أعلى السلم التعليمي!
ولكن الواقع الميداني، الذي تحركه المحسوبيات والواسطات والعلاقات البراجماتية، أدى ـ على مدى (20) عاماً ـ إلى حرمان الكثيرين من تنمية قدراتهم المهنية، وأصبحت شهادة (كلية المعلمين) ـ قبل أن تدمج في كليات التربية ـ شهادة وفاة للمعلم المتميز؛ حين يرى كثيراً من غير المتميزين يحصلون عليها من مراكز (خدمات الطالب) بثمن بخس!
ولك أن تتخيل هول الفاجعة حين تعرف الرقم المعترف به من الوزارة، من ذوي الشهادات المزورة، وكم زوّر المزوِّرون المزوَّرون من عقول ما زالت تبث تزويرها في كل ناحية، من المجتمع الأفضل في الدنيا والآخرة والبرزخ!
وإذا عرفت أن بعض العقول المزوِّرة المزوَّرة تسنَّمت مناصب قيادية في الوزارة، وأصبحت مسؤولة عن توزيع المناصب والدرجات الوظيفية؛ فلن تستغرب أن تعمل على إقصاء كثير من المعلمات والمعلمين العصاميين، الذين تجاوزوا كل العراقيل التي تضعها الوزارة في طريقهم ـ كعدم التفرغ، والنقل والتعيين في مناطق بعيدة عن الدول المجاورة كالأردن والبحرين ـ وأكملوا دراساتهم العليا على حسابهم الخاص، ليفاجَؤوا بالوزارة، التي يفترض أنها أنشئت عوناً لهم، تغدو (فرعوناً) يكلف (هامان) ببناء السدود؛ لحرمانهم من الحصول على المستوى السادس مؤخراً!! نقلا عن مكة

arrow up