رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

أنا مديرك لا تناقشني !!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لا أبالغ في شيء إن قلت بأن هذه المفردة (لا تناقشني) أعلى درجات التعسف على الإطلاق.
المؤسف أن كثير من المديرين يستخدمونها لجهة موظفيهم وأقول أعلى درجات التعسف لأنها تحمل الكثير من الدلالات والمضامين لعل أهمها ولنقل أخطرها غطرسة المدير وتشاوفه لا بل استنكافه بأن يرد عليه الموظف وإن كان ما اقترفه المدير له أكبر الضرر على الموظف فلا مبرر أو مسوغ للنقاش لدى هذا المدير!
ثانيهما أن المدير من هذا النوع لا يملك أو قل يفتقر لأبسط أبجديات الحوار فيتوسل هذه الشماعة (لا تناقشني) كوسيلة إنقاذ أو خشبة النجاة إن صحَّ الوصف أو هكذا يتوهم.
وكنتيجة طبيعية مدير بهذه النقائص لا بد أنه سريع الاستفزاز ونرجسي وبالتالي لا يقبل أن يناقشه موظف ويختلف معه فهو يظن أنه أكبر من أن يحاججه موظف فما بال الأمر بأن يُغالطه!
السؤال: كم موظف هضم حقه ؟ وكم موظف تجرع مرارة الحيف والإجحاف جراء هذه المفردة المقيتة ؟
نخلص بالقول: لا تناقشني علامة فارقة لا تقبل الشك ولا حتى مزيداً من الإيضاح بأن هذا المدير لا يملك زمام الإدارة بل لا يستحق بأن يكون مديراً وبما أن الشيء يذكر بنقيضه فالمدير الناجح والحصيف هو الذي لا توجد في قاموسه الإداري هذه المفردة بالمطلق بل هو الذي يستدعي النقاش ويستأنس بالذي يناقشه إذ يكفي القول أنه يدرك وبشكل يقيني إن (النقاش) حق مكتسب لكل موظف بل ومصدر إلهام وإثراء معرفي لتسيير عجلة العمل بالمنظومة .

arrow up