رئيس التحرير : مشعل العريفي

الرامي «الأحول»

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ليست المرة الأولى التي يمتنع فيها لاعبو فريق سعودي عن لعب مباراة بسبب مستحقاتهم المالية، قصة أجانب النصر في موسم 2014، ليلة مواجهة الهلال في ديربي الرياض، ما تزال قريبة من الأذهان، السبب والمتسبب والأبطال هم نفسهم عدا بعض التفاصيل وطريقة المعالجة.
القصتان متشابهتان تماما، وعود بسداد الرواتب، لم يف صاحبها بها، تحولت إلى ما سمي "تمرد"، وهو في حقيقته ليس تمردا، بل مطالبات شرعية استخدمت أدوات غير مقبولة، ربما كانت لصاحبها آخر الحلول، بعد أن عُدمت أي حلول أخرى.
في حادثتي النصر والاتحاد، اختلفت المعالجة، الأول أبعد اللاعبين المتذمرين عن المعسكر، وألغى عقد المحرض باستوس، وبسطت الإدارة هيبتها في النادي.
في أصفر جدة تمت تغطية الحادثة، وحين انتهت المباراة بخسارة قاسية، صدّرت بيانا غريبا قطع كل حبال الوصل بين اللاعبين وإدارتهم ومدرجهم كل على حدة، وفتحت المعارك في النادي جبهات متعددة، بين مؤيدين لما فعله اللاعبون، ورافضين، وآخرون يلومون الإدارة ويدافعون عن اللاعبين، وفئة اتحادية ثالثة لا تلوم ولا تهاجم، تصفق كفا بكف، تبكي حال العميد وما وصل إليه من فرقة وتكتلات مزقته أوصالا في مواجهة المنافسين وفي مدرجه الكبير.
.. كل الأندية لديها متأخرات مالية، ليس الاتحاد وحده، فلماذا حدث في الاتحاد ما حدث، دون غيره من الأندية؟ سألت واحدا من الممتنعين عن اللعب في الحادثة الحالية فقال: "في عهد إدارة سابقة، كانت مرتباتنا تتأخر، وصلت في موسم إلى عشرة أشهر، كان الفرق أن تلك الإدارة لم تكذب علينا تقول لنا الحقيقة كاملة لا تبيع لنا الوهم ولا تكذب لتكسب مزيدا من الوقت"، ويواصل: "أحترم تلك الإدارة ولا أحبها، احترامي لها نابع من احترامها لنا، اجتمعت بنا قبل إحدى المباريات، قال مسؤول فيها للاعبين: "نعترف أننا مقصرون، مرتباتكم تتأخر، ونحن المعنيون بسدادها، ولكننا نمر بفترة مالية صعبة، أي لاعب لا يريد لعب المباريات، ويكتفي بالتمارين لن نلومه، هذا من حقه، ولكن لنا طلب ورجاء خاص، من يستطع أن يقف مع الاتحاد فلا يدخر جهدا، ونعدكم ببذل كل الجهود لتوفير سيولة مالية".
.. الصدقية والشفافية بين أي طرفي عملية تعاقدية، تفرض الاحترام وتمهد لديمومة العلاقة، في المقابل الوعود الكاذبة والتذاكي من طرف تجاه آخر، تصرفات تشرخ العلاقة، وتقطع الجسور لاحقا، فلا لقاء عندئذ، وهذا ما سيحدث في الاتحاد الكبير.
.. في الاتحاد العظيم رئيس خرج من مجموعة إدارية، يمكن أن يختلف حولها المتابعون في أي شيء، ولا يمكن لمحبيها قبل مناوئيها وضع الشفافية في قائمة صفاتها، رئيس استمر يبيع الوهم، ويعتقد أنه يخدع الناس، في كل مرة كان يسقط من رصيده شخص ما، في كل مرة كان الرقم يتراجع، التف حوله الاتحاديون عندما رشح نفسه، ليس حبا فيه، بل حبا في الاتحاد، واليوم يبدو الذين يقفون إلى جواره أقل بكثير من قائمة فريق كرة قدم، وأغلبهم متورطون أيضا في بيع الأوهام، وسيبدأون في القفز من السفينة قريبا.
.. بعد كل هذا، قد يقول قائل: ولكنه قاد الاتحاد للمرتبة الثالثة في الدوري، والنصر في التاسع والشباب في الخامس، وهذا يجيب دون أن يدري، نعم الاتحاد الحالي في الثالث، لأن النصر والشباب في أسوأ مستوياتهما الفنية، ولو كانا في نصف عافية لما كان الاتحاد الحالي ثالثا.
.. بيان إدارة البلوي الصغير، تصرف إداري غريب، لا يمكن فهمه، إلا برصاصة في جيب رام أحول لا يعرف هدفه, سيقتل نفسه حتما، بعد أن يقتل عددا كبيرا من الأبرياء. نقلا عن الاقتصادية

arrow up