رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد الساعد
محمد الساعد

النسخة الجديدة من الحوار الوطني !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الأسبوع الماضي دعا مركز الحوار الوطني لورشة عمل استضاف فيها مجموعة من المثقفين والكتاب والإعلاميين والدعاة، الهدف من الورشة المستعجلة كما أعلن هو ترميم الصورة الذهنية للسعودية التي تضررت بسبب هجوم الإعلام الغربي المنحاز وغير المبرر على المملكة وقيادتها إثر حادثة إسطنبول.
اللافت وربما من المصادفات المفيدة لهذا المشهد أنه سبق الورشة لقاء تلفزيوني مع الأمين العام للمركز الدكتور عبدالله الفوزان قال فيه إن من لا يدافع عن وطنه هو خائن، اللقاء أثار جدلا واسعا، إلا أنه أعطانا لمحة جديدة عن طريقة تفكير الأمين العام للمركز.
الأهم من حوار الدكتور الفوزان التلفزيوني هو ورشة العمل التي تلته، فالحوار في نهاية الأمر رأي شخصي، أما ما دار تحت قبة مركز الحوار فهو أمر لا يملكه الفوزان ولا غيره، أقول ذلك لأن الدكتور الفوزان رد بخشونة على الانتقادات الموجهة للورشة في تغريدة له بحسابه على تويتر بالتالي: وهل تظن أخي الحبيب أن شعبا كالشعب السعودي العظيم الواعي ستنطلي عليه ألاعيب الخونة والمرتزقة.
في الحقيقة إنها المرة الثانية التي يستخدم الفوزان كلمة خونة، ولا أعرف هل من يقصدهم مختلفون عن الذين هاجمهم في حواره التلفزيوني، ففي الحوار فهمنا أنه يقصد من لا يدافع عن وطنه، وفي الثانية أشكل عليّ وعلى غيري من يقصد الدكتور، وأتمنى أنه لا يقصد من كان له وجهة نظر في ورشته والمشاركين فيها.
نحن اليوم أمام التباس واضح بين الشخصي والعام، وهي قضية ربما تسنح مناقشتها في وقت آخر، فالمركز مؤسسة عامة يمتلكها الشعب كله، بينما حساب الفوزان في تويتر يخصه لوحده، إلا أن الغريب أن الفوزان يعقب من حسابه الخاص على منتقدي الورشة بينما حساب المركز صامت.
دعونا نعود للورشة التي أقامها المركز، فالعنوان مثير جدا لأن الحرب التي انبرى لها الشارع الوطني كله للدفاع عن وطنه خلفت جروحا عميقة في وجدان السعوديين نتيجة لصمت البعض عن الهجوم الممنهج والمنظم.
السؤال المهم الذي سيقودنا لفهم حالة الانتقاد والغضب الشعبي بعد انعقاد الورشة يقول: من قاد ذلك الهجوم الإعلامي والتنظيمي والحقوقي على السعودية وقيادتها، ومن زود المهاجمين بالرصاص الحي وبالسلاح الغادر الذي استخدم طوال الشهرين الماضيين، بل لأكثر من عشر سنوات هي عمر ما يسمى بالخريف العربي.
إن ما حدث كان إعلان حرب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، بالطبع من فعل ذلك وبلا مواربة هو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ودولة قطر وتيار اليسار في العالم وبالأخص اليسار الأمريكي، الذين توحدوا من أجل هدف واحد هو إسقاط المملكة، ومن أجل ذلك الهدف المعلن سخروا كل إمكاناتهم البشرية والإعلامية وخبراتهم في صناعة الكذب والترويج للأباطيل واغتيال الشخصيات.
الغريب أن بعض من كان في ورشة مركز الحوار الوطني هم إما من الصامتين صمت القبور عن الدفاع عن الوطن أو الذين لا يتحركون إلا لاقتناص الفرص والقفز من السفن، أو من الذين دافعوا وبشراسة عن الإخوان المصنفين إرهابيا واعترفوا بأنهم يؤيدونهم صراحة بل إن أحد المشاركين كان قد قال في لقاء تلفزيوني شهير إنه يشرفه لو كان من الإخوان المسلمين.
فكيف يستطيع من يتفهم دور الإخوان وقطر ويبرر أعمالهم ويعوم مشاريعهم، أن يساعدنا في تخفيف آثار حربهم علينا، في الحقيقة أنني عاجز تماما عن فك هذا اللغز العجيب.
سؤالي الأخير أوجهه لمركز الحوار الوطني كي نفهم ما يريدون ونسير معهم على نفس الخط، إذا كانت مخرجات ورشة عمل «الصورة الذهنية» جاءت ممن كان يدافع عن الإخوان المسلمين ويتهم رئيس دولة حليفة بأنه انقلابي ويقود دولة بوليسية، فهل يعني ذلك أن تبني آرائهم والاسترشاد بهم وبخططهم هو الخيار الذي تريدوننا أن نسلكه لتصحيح الصورة الذهنية عن بلادنا، أفيدونا أفادكم الله.
نقلا عن عكاظ

arrow up