رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

طلقها على فراش الموت !!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

يقال عندما يحتضر الإنسان ينطق بكلمات تكون على الأرجح أكثر صدقاً وأعمق تعبيراً وفي بعض الأحيان تكون غريبة وتستدعي الذهول وفي أحيان تكون في غاية الطرافة وربما السخرية إليكم هذه الرواية التي تأتلف فيها كل المفارقات أعلاه .
يُحكى أن سبعيني يحتضر على فراش الموت وكان محاطاً بزوجته وجميع أبنائه وبناته وفجأة قال لزوجته بعد أن نظر إليها شذراً : ( أنتِ طالق ) قالها وهو يتنفس الصعداء .
صُعق الأبناء وأصابهم الذهول من وقع المفاجأة وهول الصدمة فانقسموا ما بين متهكم ناقم ومذهول وغير مصدق وعلى الفور سألوه بصوت واحد : لم .. ولماذا ؟ واستطردوا لماذا الآن تحديداً ؟ وبعد أن أمضيتما قرابة خمسون عاماً !
أجاب : شيئاً في النفس ! فقد أرجأتُ الطلاق يوماً بعد يوم وشهراً إثر شهر وجئتم أنتم تباعاً وخشيت أن تضاموا إلى إن جاءت اللحظة فكان من أمري ما كان .
فقاطعوه بنبرة استياء وحزن لماذا " لم ".. وقبل أن يستطردوا عاجلهم مكرراً ذات العبارة (شيئاً في النفس ) لكن بشيء من الحشرجة هذه المرة : فقد فعلت ما لم أستطع فعله من قبل وكفى .. انتهى .
أقول: بقطع النظر عن صحة الرواية من عدمها وإن كنا لا نتمنى مثل تلك النهايات المأساوية لكن قد ينبثق سؤال : هل الزوج أو الزوجة يكظمان غيظهما لجهة بعضهما ويستمران في حياتهما الزوجية ويرجآن الإنفصال ؟
وبكلمة: يرجحان المضي في عش الزوجية من أجل الأبناء متجاوزان بعض التشنجات والمنغصات كما فعل السبعيني في الرواية أعلاه الذي تحامل على نفسه خمسون عاما لكنه ( أعماها ! ) ولم يكمل مسيرة التضحية والوفاء فقطع حبل الود قبل النزع الأخير وياليته لم يفعل وترك ما في النفس يموت ويرحل مع موت النفس لكان ترك أثراً طيباً لدى زوجته وابنائه .. هذا على اعتبار صحة ودقة الراوية .

arrow up