رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

حقّر زوجته من أجل فنانة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لولا ثقتي بهذا الشخص ومصداقيته المعهودة لما صدقت روايته يقول : زوجان لم يمض على زواجهما سنة وفي إحدى الليالي كانا يستعدان لحضور حفل عائلي وأثناء ما كانت الزوجة تتأنق وإذ بزوجها قائلاً لها : ياليت لو تقصي شعرك بهذا الشكل وتصبغيه بهذا اللون وتضعي (حبة خال هنا ) وعندما تساءلت الزوجة عن السبب قال : أريدك أن تكوني شبية بالفنانة الفلانية قالها وهو ( منتشي ) يهيم توقاً بتحقيق هذا الحلم ! استشاطت الزوجة غضباً وتهكماً وتمالكت نفسها إذ كاد يغمى عليها وما كان منها إلا الذهاب لبيت أهلها طالبة الطلاق انتهى .
قبل أن يقفز نزق أو سفيه معلقاً بالقول : عادي المفروض أن تفرح فقد شبهها بفنانة وجميلة ! أقول له : لنفرض أن زوجتك قالت لك نفس الكلام ( أريدك نسخة من الفنان الفلاني) ما وقع ذلك عليك هل سوف تقول عادي وإن قلت فأنت أحمق كي لا أقول أكثر ولن يعتد برأيك .
فما فعله هذا الزوج ليس فحسب أهان أنوثتها وأجهز على أحاسيسها وجردها من مشاعرها كزوجة بل (حقّرها ) وتجاهل إنسانيتها بالمطلق وهذه حقيقة يجب أن لا نغفلها أو نتعامى عنها فأي زوجة هذه التي ترضى أن تتعايش مع زوج يعاشرها على أنها الفنانة الفلانية أو حتى شبيهتها ؟ وأي زوجة هذه التي تغتبط وتفرح بأن زوجها يعشقها فقط لأنها تشبه تلك الفنانة.
حقيقة الأمر كل إنسان متفرد بشخصيته وشكله وطبائعه وفي قرارة نفسه يرفض البتة تشبيهه بأي شخص مهما بلغ من الجمال والتأنق والشهرة والتعامل معه وفق هذا المنظور ( وإن تظاهر بغير ذلك ) وخصوصاً لجهة شريك حياته وعلينا أن نتفهم ذلك جيداً ونعمل بمقتضاه.
يبقى أن أقول لذاك الزوج ومن على شاكلته : "هؤلاء المشاهير والنجوم في أبراجهم ينعمون وأنتم بحماقاتكم وسوء تدبيركم تشقون " وبالعامية ما دروا عنكم !

arrow up