رئيس التحرير : مشعل العريفي

عمليات خطف "بأمر أردوغان" بشهادات وأدلة وفيديوهات

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تابع صحيفة" المرصد" عبر تطبيق شامل الإخباري

https://shamel.org/panner

صحيفة المرصد - سكاي نيوز: أجرت 9 وسائل إعلام دولية، تحقيقا صحفيا مشتركا، بتنظيم من "CORRECTIV"، وهي مؤسسة ألمانية غير ربحية معنية التحقيقات الصحفية، بعد أن انقلبت الآية في تركيا، لتصبح الحكومة هي من تقف وراء خطف واختفاء وتعذيب، في محاولة منها للقضاء على جميع من تشتبه بارتباطهم بجماعة فتح الله غولن.
عمليات الخطف والاختفاء القسري وتناول التحقيق عمليات الخطف والاختفاء القسري، الذي تمارسه الحكومة التركية بحق مدنيين، وقام بتوثيق تلك العمليات بشهادات ومقاطع فيديو، حيث كشف "تولغا" (الذي وافق على الحديث دون الكشف عن اسمه الحقيقي)، قصة خطفه في وضح النهار من قبل مجهولين، في عام 2017.
محاولة المقاومة والتعرض للضرب وقد وثق مقطع فيديو لكاميرا مراقبة عملية الخطف هذه، حيث توقفت سيارة سوداء اللون بالقرب منه، ثم خرج منها رجلان يرتديان ملابس مدنية، وأمسكا به واقتاداه إلى داخل السيارة التي انطلقت مسرعة، موضحاً أنه حاول المقاومة، لكنه تعرض للضرب، وتمت تغطية رأسه وتكبيل قدميه.
منشأة غير معروفة وأضاف: استوعبت بسرعة أنه لا فائدة من محاولة الدفاع عن نفسي. كان يتوجب علي أن أبقى هادئا وأن أتصرف بطريقة محسوبة، بعدما تم اقتياده إلى منشأة غير معروفة، استُخدمت كسجن، وقال: "كانت مساحة الزنزانة لا تتعدى مترين x متر ونصف، وكانت هناك قطع ملابس تغطي الأرض والجدران، لتمنع المعتقلين من محاولة الانتحار بضرب رؤوسهم بالجدران أو الأرضية".
عمليات التعذيب في البداية، تعرض تولغا لتحقيقات مكثفة تخللتها عمليات تعذيب، حيث تم ضربه وصعقه كهربائيا، وتهديده بالاغتصاب، وبالقيام بالمثل لعائلته. كما كانت غرف التحقيقات مجهزة بوسائل وأجهزة للتعذيب، مثل وجود حلقات معدنية على الأرض والسقف، لتثبيت اليدين والقدمين فيها، وكانت كل عمليات التحقيق تتعلق بانضمام تولغا لجماعة رجل الدين فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة، والذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة. وقد كان تولغا يعمل في مؤسسة تابعة لجماعة غولن.
التعاون مع مختطفيه وأكد تولغا أن مختطفيه عرضوا عليه فرصة تقديم شهادة في المحكمة من وراء ستار للحفاظ على سرية هويته، ومنحه هوية جديدة ونقودا، وتوجيه أمر للمحكمة بإسقاط عن كل التهم الموجهة، ومع اقتراب نهاية احتجازه، ادعى تولغا أنه سيتعاون مع مختطفيه وسيقدم المعلومات اللازمة، مما أدى إلى تخفيف عمليات التعذيب. وفي يوم ما وبشكل مفاجئ، بعد أشهر من احتجازه ومنعه من التواصل مع أسرته أو أي شخص، تم أخذه بسيارة إلى وسط العاصمة أنقرة وإطلاق سراحه، وبعدها، نجح تولغا في الهرب إلى دولة في غرب أوروبا.
وسبق لمسؤولين أتراك، بينهم أردوغان، أن أكدوا أن تركيا "لا تمارس أي عمليات تعذيب بحق السجناء"، فيما نددت مؤسسات دولية معنية بحقوق الإنسان بهذه العمليات مؤكدة وجودها بالفعل داخل السجون التركية، بالإضافة إلى عمليات الاختفاء القسري التي يتعرض لها المدنيون.
الإختطاف في وضح النهار وفي رواية أخرى في التحقيق الصحفي، قال علي (وهو أيضا اسم مستعار)، إنه تعرض للخطف في وضح النهار في مدينة غربي تركيا، وتم اقتياده إلى منشأة غير معروفة حيث تعرض للتحقيق والتعذيب، وخلال التحقيقات فوجئت بأنهم يتهمونني بالإرهاب، ويعلمون معلومات مفصلة عن أسرتي وأطفالي، كما أنهم عرضوني لعمليات تعذيب، إذ أُرغموني على الوقوف لساعات، وهناك غطاء على رأسي، وعندما كنت أنهار كانوا يرغمونني على الوقوف مجددا".
يشار إلى أن علي تمكن أيضا من الهرب إلى دولة في غرب أوروبا والحصول على صفة لاجئ، ولم تكتف الحكومة التركية، "باقتناص" معارضيها وكل من "تشك بولائه" داخل البلاد، إذ نفذت عمليات خطف في 18 دولة، منها كوسوفو، ومولدوفا، وأذربيجان، وباكستان، وغابون، وأوكرانيا.
اعتراف أردوغان وقد اعترف الرئيس التركي بتنفيذ عمليات الخطف هذه، على عكس عمليات الخطف التي تحدث داخل البلاد وتنكرها الحكومة التركية، حيث قال "سنعيد رجال غولن الذين هربوا ويعتقدون بأنهم في أمان، واحدا تلو الآخر".
عملية كوسوفو وبالرغم من أن أنقرة تعترف بتنفيذ تلك العمليات، فإن آلية تنفيذها تبقى غير واضحة، إلا أن العملية التي نفذتها في كوسوفو في مارس الماضي كشفت بعض التفاصيل.
وكانت طائرة تحمل علامة "TC-KLE" قد هبطت في مطار العاصمة بريشتينا، ثم غادرت في وقت لاحق وهي تحمل 6 أتراك، 5 منهم معلمين، وعادت بهم إلى العاصمة التركية أنقرة.
وقد أوضحت زوجة أحد الرجال المختطفين، أن رجالا أوقفوه خلال قيادته على الطريق السريع في قرية قرب بريشتينا، وادعوا أنهم من الشرطة، ثم اختطفوه واقتادوه إلى المطار.

arrow up