رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

الخطاب المضاد.. لمن ومتى وكيف ؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ما فتئ الكثير من الكتّاب والإعلاميين يطالبون بتدشين خطاب إعلامي مضاد للتصدي للأقلام والحناجر والقنوات المأجورة وهو لاريب مطلب مُلّح ومشروع ولكن علينا بداهة أن نعرف ماهية الإعلام المضاد (الرصين) وأساليب و أُطر استخدامه.
إن من أهم ركائزه وغائيته استجلاء الحقائق عطفا على تفنيد الأكاذيب بالطبع ليس بمعظمها بل لجهة وسائل وقنوات اعتبارية (رسمية) أو حتى شبه رسمية بمعنى لها جمهورها ومتابعيها والغاية من الرد على الاتهامات المغلوطة أو التشكيكات المأفوكة بطبيعة الحال لبسط الحقائق ودحض الأباطيل وبمهنية عالية ورصينة بمعنى عدم الانجرار لتراهات وسفاسف ما تبثه وتسوقه تلك الفضائيات أو المنصات الإعلامية وبكلمة أدق: التفنيد والدحض لجهة أكاذيب وأضاليل تستوجب الرد وتستدعي كشف عوارها ومن هنا تتجلي حصافة ومهنية ومهارة الاعلام وتحديداً الاعلام المضاد الذي يتمأسس على قاعدة (لمن ومتى ، وكيف) يوجه الخطاب؟
قد يقفز سؤال وجيه… لماذا الرد اصلاً على أكاذيب ومغالطات؟ أقول: المهنية الإعلامية تحتم التفنيد واستجلاء الحقائق وذلك ليس لاعتبار القناة أو المنبر بل للجمهور والمتلقين فمن جهة من حقهم استدراك الحقائق ومن جهة أخرى فضح غائية ومآرب القناة… والرد هاهنا على المحور (الخبر) من دون الانسياق وراء دهاليز المناكفات والمهاترات التي يفتعلها الاعلام الاخر بخبث لغرض التمويه والتشتيت لتمرير اكاذيبه وهرطقاته أو هكذا بحسبانه أو ما يتمناه.
أما بالنسبة للمرتزقة أن فرادى أو مجاميع الذين ندبوا ضمائرهم وذممهم ونذروا أقلامهم و حناجرهم للإساءة و البذاءة  نظير الأموال فهؤلاء لا يشملهم الإعلام المضاد! بوصفه يعد مكسب يضاف لمكتسباتهم (الرزيلة) فهو اشبه بالنفخ في شراع انتشارهم بل ونجوميتهم ان صح الوصف فلا اقل من تسفيههم لا بل (تتفيههم) لان الرد عليهم يمنحهم صفة اعتبارية هم اصلاً لا يستحقونها وتجردوا من انملة ابجدياتها فضلا عن انهم سوف يظفرون باستمالة واستحسان اربابهم وان شئت اسيادهم! وبالنتيجة سوف يغدقون عليهم واستتباعاً يزيد (عواؤهم) لاستدرار مزيد من التلقيم بالأموال فترتفع اسعارهم! فتمسي مداخلاتهم وإطلالاتهم على القنوات (بالحجز)… في الختام لعله من المناسب مقاربة وصف هؤلاء المرتزقة باستحضار قول الشافعي: فلا يضر نهر الفرات… إذا خاض بعض الكلاب فيه… لوكل كلب عوى ألقمته حجراً… لصار الصخر مثقال بدينار.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up