رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبدالله بن بخيت
عبدالله بن بخيت

حط بينك وبين الإرهاب الحكومة

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لا تجعل عاطفتك تقودك إلى مصير سيئ. معظمنا يحب الخير ويحب المساعدة بالفطرة. لكن مع تعقيدات العالم الجديد والظروف الغامضة التي نعيشها لم يعد الأمر بتلك السهولة. من يميز اليوم بين الحق والباطل، بين الصح والخطأ، بين اهدافنا واهداف الآخرين. هذه ليست دعوة للانكفاء ولكنها دعوة للتغير والاستجابة لوعي العصر. انتقل العالم إلى وعي جديد. صار عالما افتراضيا كما يقولون. علاقات عالمية تديرها الاشباح. من جاوز عمره الخمسين سنة يدرك ما حدث. لم يعد للدول أو القوى الحكومية تلك الحدود الصارمة التي يمكن أن تميز فيها بين الحق والباطل بالصورة التي كانا عليها في زمن مضى.
من السهل ان تكون ضحية مباشرة وإذا لم تكن ضحية مباشرة قد تكون ضحية غير مباشرة.
لا شك أن كثيراً من النُّخب موضع ثقتك. ولا شك أن كثيرا منهم موضع ثقة حقا. لكن من تثق بأخلاقه لا يعني أن تثق في عقله أو قدرته على التحليل أو مبلغ سذاجته. قد يكون هو في فخ يجرك إلى فخ هو فيه دون أن يعلم. هل كنت تتخيل أن يقتل إنسان إنسانا كما فعل قاتل (تكفى يا سعد)؟
هل كنت تتخيل أن يقوم شاب صغير ولد في عائلة بسيطة وطيبة بالسفر من الرياض إلى الكويت لكي يفجر نفسه في بشر لا يعرف منهم أحدا؟
ما وقع فيه هذان الولدان قد تقع فيه أنت وإذا لم تقع فيه بصورة مباشرة ربما تقع فيه بصورة غير مباشرة. ليس كل من يساعد الإرهابيين يعرف أنه يساعد الإرهابيين. الطرق التي تستخدمها المنظمات طويلة ومعقدة ومليئة بالاستدراج العاطفي والديني. قد نكون أنا وانت نساعد الإرهابيين دون أن نعلم. قد تسأل بإخلاص: خلاص انعدم الخير. ليس من المطلوب أن تتوقف عن فعل الخير ولكن المطلوب أن تتوقف عن التفكير بالأسلوب القديم. انقل عقلك من فكر القرية الطيب إلى العالم الافتراضي. لا تسمح لاحد أن يستدرجك تحت أي عاطفة. الصور التي تنقل من أرض التقاتل كسورية قد تكون صحيحة وقد تكون مفبركة، وقد تكون صحيحة ولكنها تستخدم لأغراض مشبوهة، وقد تكون صحيحة يقف وراءها رجال على قدر من الثقة والصدق. لكن من يعلم؟
لا تكفي عواطفك الدينية أو الإنسانية ولا حتى تقييمك العقلي للبت في هكذا تعقيد. إذا كان لي أن أقدم لك نصيحة في هذا الأمر فسأقول:
لا تسهم بالمال أو بالتأييد لأي تنظيم أهلي، أياً كان الرجال الذين يقفون خلفه حتى وإن كان شقيقك. حمّل الحكومة المسؤولية. إذا دعت الحكومة للتبرع تبرع فقط. كان المثل الشعبي يقول: حط بينك وبين النار مطوع، اليوم يجب أن نقول حط بينك وبين المشكلات الحكومة.
[email protected]
نقلاً عن الرياض.نت

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up