رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

كل شيء عند العطار إلا حبني غصب !!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

بطبيعة الحال كل شيء بالإمكان الحصول عليه إلا المشاعر والعواطف بوصفها وجدانية تتأتى بمقتضى السلوكيات والمعاشرة .. موضوعنا اليوم مختلف وهو هل كلمات الحب تدلل على الحب الحقيقي ! .
السؤال بصيغة أوضح : هل من يقول لجهة الأخر أحبك يعنيها بالضرورة ؟ واستطرادا هل من لا يتفوه بها تعني العكس ! للإيضاح أكثر تعالوا نقرأ الرواية على ذمة صاحبتها تقول: زوجي طيلة عشر سنوات لم يقل كلمة (أحبك) بالمطلق علما أنني لم أقصر قط في حقوقه كزوج ولم أذكر يوماً أنني كدرته أو نغصت عليه إلى ذلك تيقنت بأنه لا يحبني فعلا وفكرت مرارا ان انفصل عنه .. انتهى.
أقول لهذه الزوجة ومن على شاكلتها كما وينسحب ذلك على الأزواج بأن كلمة أحبك في اطار عش الزوجية لا تعني الحب بإطلاقه بمعنى ليس كل من قالها لجهة الأخر تعني الحب بمعانيه ودلالاته في المقابل ليس كل من لم ينطقها البته تعني انتفاء الحب فالحب كـ (مفردة) لا تدلل على شيء وربما تنطوي على عكس منطوقها ! وهذا ليس من قبيل الاستدراك أو التشكيك بكلمات الحب لكن كي لا يغمط من لا يبوح بها ونصفه بأنه لا يحب الأخر .. وببساطة شديدة (الترجمة) العملية هي المعيار الحقيقي والدلالة اليقينية على محتوى الحب ومضامينه ولا أعتقد أن ثمة زوج أو زوجة لا يدركان الاستجابات والسلوكيات الدالة على حب كل من الطرفين للأخر .
صحيح أن كل من الزوجين يتوق لسماع تلك الكلمة وصحيح أيضا أنها من أبسط أبجديات الحقوق الزوجية لكن الصحيح أيضا وإن شئنا الأصح أن قولها بلا تفعيل على أرض الواقع يصبح والحالة هذه عدم نطقها أفضل لا بل أكثر صدقا وموضوعية .. نختم على غرار العنوان كل شيء في الحياة الزوجية يمكن تسويغه وتبريره إلا الغش بمشاعر الحب وتداعياته .

arrow up