رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشاري الذايدي
مشاري الذايدي

زلزال عراقي اسمه مقتدى

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

قلب رجل الدين، والسياسة، الشيعي، مقتدى الصدر، الطاولة على أقرانه الساسة في العراق، مبتدًئا بقيادات «البيت الشيعي» وفي مقدمهم حزب الدعوة الحاكم. قاد مقتدى احتجاجات شعبية على الحكومة «الفاسدة». وكان أجرأ شعار رفعه الصدر هو الثورة على نظام المحاصصة الطائفية. انتهت الاحتجاجات لاعتصامات نواب في البرلمان، أدت يوم أمس للتصويت على إقالة «الهيئة الرئاسية للبرلمان»، أي الرئيس السني سليم الجبوري ونائبيه الشيعي والكردي. رفض الجميع حكومة العبادي الجديدة، لحجج كثيرة، خلاصتها، حسب البعض، هي أن تغييرات العبادي شكلية، غير جوهرية، ويرى البعض الآخر أن سبب الرفض هو التفاف العبادي على القنوات الحزبية التي يفترض أن يأتي منها أعضاء الحكومة. يرى صديق وكاتب عراقي أنه يجب عدم الانجراف خلف بريق الصدر، بسبب أن الأمر هو فخ خطير، بحيث تحتكر الحركات الدينية الأصولية الشيعية، والسنية أيًضا، دور الحكم، ودور المعارضة، بينما يرى آخرون أنه يجب عدم إضاعة هذه الفرصة الذهبية لتقويض البنيان الطائفي للنظام السياسي العراقي، وإعادة تأسيسه على قواعد وطنية مدنية. مثلاً الكاتب السياسي والصحافي العراقي عدنان حسين، من مخضرمي الإعلام العراقي، كتب بصحيفة «المدى» العراقية أن «النّواب الذين أعلنوا (اعتصامهم) داخل مجلس النواب أول من أمس هم، بأغلبيتهم الساحقة، جزء من النظام السياسي الذي تسعى الحركة الشعبية الاحتجاجية إلى إصلاحه (...) جزء حيوي من منظومة الفساد الخبيثة التي لا ينفع معها ولا يفيد غير الـ(شلع قلع) الذي دّقْت ساعته وحان أوانه». الشلع قلع مصطلح شعبي عراقي، يعني الاجتثاث الكامل. بتقديري أنه يجب تحويل ما يجري في العراق حالًيا لنقطة انطلاق جديدة، لاستعادة الهوية الوطنية العراقية، وتصويب الخطأ القاتل الذي كان هو السبب لقيام النظام السياسي العراقي المريض. نحن تجاه فرصة ثمينة وتاريخية في العراق، والجميل أن أكثر من طيف عراقي مشارك فيها، بحيوية. يجب أن ينتهي زمن المتاجرة بالغرائز الطائفية في سوق السياسة العراقية، وهنا يحسن الاستشهاد بما نقله الباحث العراقي رشيد الخيون في مقاله الأخير بجريدة «الاتحاد» الإماراتية، حول قدم «التسول» الطائفي. يذكر الخيون أن القاضي أبا علي التنوخي (ت 384هـ) ذكر في كتابه «نشوار المحاضرة»: «حدثني جماعة من شيوخ بغداد، أنه كان بها في طرفي الجسر سائلان أعميان، يتوسل أحدهما بأمير المؤمنين، علي عليه السلام، والآخر بمعاوية، ويتعصب لهما الَناس، وتجيئهما القطع داَرة. فإذا انصرفا جميًعا اقتسما القطع». هل تشرق شمس العراق بعد كسوف؟. نقلا عن الشرق الأوسط

arrow up