رئيس التحرير : مشعل العريفي

قبائل الكيلاش الباكستانية.. من الوثنية إلى الإسلام

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد-إسلام آباد - طاهر حيات: بدأت لغة وعادات وتقاليد قبائل الكيلاش التي تقطن بين قمم جبال شمال باكستان في التلاشي والاضمحلال مع تقدم العصر ووصول وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وأجهزة الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر إلى تلك المناطق النائية من البلاد.
وطرأت تغييرات في طريقة لبس الكيلاش ولغتهم بعدما غزتهم دور الموضة الحديثة وجعلت لباسهم التقليدي يتوارى خجلاً أمام طوفان الأزياء العصرية الحديثة.
وحتى لغتهم لم تسلم من هذا الغزو فهاي كلمات وتعابير من لغات أخرى اخذت تتسلل إليهم وتخرق حاجز لغتهم الأم.
وكان من البدهي أن تتأثر لغتهم القديمة لأنها عجزت عن استيعاب التقنية الحديثة وتسميات ومتطلبات العصر الحاضر.
وأصبح مدرسو لغة الكيلاشور (لغة الكيلاش) عملة نادرة مع عدم وجود كتب مطبوعة لهذه اللغة التي بات التحدث بها محصوراً في ثلاث قبائل في منطقة الكيلاش التي تحاول جاهدة المحافظة على تقاليدها وعاداتها في المآتم والأفراح.
ويقول المؤرخون بأن الأصول العرقية للكيلاش تعود إلى عصر الإسكندر المقدوني الذي ضل جزءاً من جيشه الطريق في رحلته إلى الصين واستقر في منطقة كيلاش منذ أربعة قرون قبل الميلاد.
ومن عادات وتقاليد قبائل الكيلاش التي اخذت في الانقراض عادة إلزام الحائضات من النساء بالعيش في سكن مستقل بعيداً عن القرية، وعدم السماح لأحد بدخول ذلك السكن لعدم طهارتهن وترك الطعام أمام ابوابهن حتى يطهرن ويعدن لكنف القبيلة.
وإلى جانب ذلك درج الكيلاش على التظاهر بالسعادة والرقص عند موت أحد أفراد القبيلة، ومن ثم ترك جثمانه في تابوت خشبي في مكان مكشوف حتى تأكله النسور والسباع.
ومن الأمور الغريبة أنه لا يوجد عقد نكاح بين الأزواج ولا يوجد ما يلزم الزوجة بالبقاء مع زوج واحد طيلة حياتها.
وبدأت أعداد أفراد قبائل الكيلاش تتراجع مع تقدم الوقت وبدأت تنقرض معها تقاليد ولغة وطقوس الكيلاش.
لكن المفرح في الأمر أن أعداداً كبيرة من أفراد هذه القبائل تدخل في دين الإسلام خلال العقدين الأخيرين.
ويرى المثقفون من أفراد الكيلاش الذين يسعون إلى الحفاظ على تقاليدهم، أن سبب تسارع دخول أفراد قبائل الكيلاش إلى الإسلام يعود إلى وجود تشابه بين معتقداتهم الدينية الأثرية والإسلام، حيث أنهم لا يعبدون الأصنام ولا الأشجار فهم يعبدون رباً لا يُرى، ويعتقدون بأن رب المسلمين وربهم واحد.

arrow up