رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

لقد تشابه البقر علينا

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

منذ بضع سنوات، كان (سيروس سكورات) مدير شركة أفلام فوكس ­ (للقرن العشرين)، يقوم بالتفتيش على دار ضخمة للسينما تتبع الشركة في أتلانتا، بلغت تكاليفها ملايين الدولارات ومع ذلك لم تكن تدر ربًحا مناسًبا. ووصل سكورات إلى الدار في الساعة الحادية عشرة صباًحا فلم يجد أحًدا هناك غير شاب صغير ممن يرشدون الزبائن إلى أماكنهم فسأله دون أن يكشف له عن شخصيته: ­ أين المدير؟ فقال العامل: لم يأِت بعد. ­ وأين مساعده؟ لم يصل بعد أيًضا ­ ومن الذي يدير السينما عندما يتغيب المدير ومساعده؟ فقال العامل: أنا. وعندئذ قال له سكوراس: من الآن أنت مدير الدار – انتهى. وما إن تولى ذلك المرشد الصغير الإدارة حتى قفزت الأرباح، وما هي إلاّ ثلاثة أعوام حتى أصبحت من حيث التقييم دار السينما الأولى في كل أميركا. ولو أن هذه الطريقة أو المبدأ طبق في بعض المؤسسات الخاصة والعامة، حيث إن بعض المديرين لا هم لهم غير (البرستيج) ومعرفة من أين تؤكل الكتف.. أؤكد لو أن ذلك المبدأ طبق وأصبح كـ(السوط) على ظهور (المحنطين) من تنابلة السلطان، لتبدلت كثير من الأحوال للأحسن، فالله أحياًنا يضع سره في أضعف خلقه. وها هو (جورج واشنطن) الذي حصلت أميركا على الاستقلال حين تولى قيادة جيوشها وهزم بريطانيا العظمى، لو أنه أحيل إلى الكشف الطبي يوم تولى هذه القيادة لأخرجوه من الجيش لعدم صلاحيته العسكرية، فقد كان مريًضا بالجدري والإنفلونزا ومبادئ السل والدوسنتاريا والملاريا. *** كنت أجلس في يوم من الأيام على كرسي خشبي طويل في حديقة عامة، مستمتًعا بشمس الظهيرة، في جو معتدل أراقب المتنزهين، وكان يجلس بجانبي على طرف الكرسي رجل محافظ، ومّر أمامي شخص عجزت عن تمييزه، فسألت منذهلاً من كان بجانبي: أهذا فتى أم فتاة؟! فقال: إنها فتاة، وهي ابنتي. فقلت: أرجوك المعذرة لم أكن أعلم أنك والدها. فرد علّي بامتعاض: أنا لست والدها، أنا والدتها ­ انتهى. ولماذا نذهب بعيًدا، ففي حفل استقبال أقيم بباريس منذ سنوات لبعض رؤساء الدول الأفريقية الجدد، وصل الرئيس (ماجا) رئيس داهومي السابق بصحبة (بوت بولو) رئيس الكونغو برازافيل السابق، وأخذ الحاجب بطاقة ماجا، ولم يكلف نفسه عناء النظر إلى بطاقة بوت بولو، الذي كان حليق الشارب واللحية، ووجهه يلمع من جراء دهانه بالكريم المرطب للبشرة، ويضع أساور في يده اليسرى، ويرفل في رداء حريري أبيض فضفاض. وصاح الحاجب: الرئيس ماجا وعقيلته! وكادت تلك الغلطة تكلف فرنسا قطع العلاقات بينها وبين الكونغو. نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up