رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد الأحمري
فهد الأحمري

تعرّف على أصل البلاء

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

1987، عام شهد ولادة شعار "الإسلام هو الحل" في تحالف مجموعة أحزاب قررت العمل تحت مظلة واحدة للترشح في الانتخابات البرلمانية المصرية. كان على رأس هذه الأحزاب جماعة الإخوان المسلمين التي اتخذت هذه العبارة شعارا رسميا لها. هذه الشعارات ديدن كل من أراد الوصول إلى الشعوب والهيمنة على قناعاتها، وكسب تعاطفها في التغوّل لبسط سلطان فكر الجماعة لدفع الجماهير للانخراط ضمن منظومتها أو التأييد العاطفي على أقل تقدير. الضرب على وتر المعتقدات وحاجات الناس وسيلة لاستقطاب مشاعر العامة، بينما للحقيقة وجه آخر في تجارب جماهيرية عديدة رفع لواءها أغلب الثوريين على مر العصور، وهي الطريقة الأقرب لاستمالة العقول وخداعها وتضليلها تحت بريق السلطة والوعود المزعومة. يقول إيريك هوفر في كتابه المؤمن الصادق: "من هذا اللقاء الحاسم بين عقلية الفرد المحبط الضائع وبين عقلية القائد الإجرامي المنظم ينشأ التطرف، ومن التطرف ينبت الإرهاب". كثير من الشعوب تعاني الإحباط، لذا فهي تبحث عن الخلاص من إحباطاتها عبر البحث عن الأخطاء والعيوب في كل ما حولها، وتجد أن المشكلات تقع بسبب فساد العالم، وهنا يأتي دور الجماعات الثورية لتهتبل هذه الفرصة السانحة لاختطاف عقول الأفراد بالوعد بتغيير هذا العالم الفاسد. تبنّت جماعة الإخوان هذا الشعار ثم ماذا كانت النتيجة؟ النتيجة تتحدث عنها محصلات التطرف والإرهاب الذي يضرب العالم بلا هوادة، فلا يرحم كبيرا، ولا يعطف على صغير، ولا يحترم مبادئ، ولا يقيم وزنا لنصوص الشرع والسماء. النتيجة يختصرها لنا جنرال الأمن في المملكة العربية السعودية الأمير نايف -يرحمه الله- في لقائه مع صحيفة السياسة الكويتية في جملة وجيزة لخصتها الصحيفة من اللقاء الممتد لبضع ساعات بمانشيت "جماعة الإخوان المسلمين أصل البلاء". لماذا هي أصل البلاء؟ لأنها المسؤولة عن الانفجار الحركي المؤدلج منذ ولادتها عام 1928 إلى يومنا هذا. لقد تولد من هذه الجماعة جماعات القاعدة وداعش والنصرة وبوكوحرام. من هذه الجماعة تشكلت الجماعات المعاصرة وعلى يد رموزها الأصليين، محمد قطب، وعبدالله عزام، تأثر زعماء الإرهاب من أسامة بن لادن إلى أسامة الجولاني مرورا بالظواهري وعزام والزرقاوي، وأخيرا أبوبكر البغدادي وأبوبكر شيكاو. حين تقع الأمة في مصائب هذه الجماعات الإرهابية ينبغي ألا ننسى أصلها ومنبعها. فمؤسس القاعدة أسامة بن لادن كان متأثرا بمحمد قطب وعبدالله عزام منذ تعليمه الجامعي. وأصل تنظيم داعش منبثق من الزرقاوي، أحد قادة معسكرات القاعدة في أفغانستان ومؤسس فرع القاعدة في العراق. جبهة النصرة بزعامة الجولاني متفرعة من داعش، وقد أعلنت مبايعتها لأيمن الظواهري، وكذلك الحال في بوكوحرام التي بايعت داعش. كل تلك الجماعات رضعت التطرف من جماعة الإخوان فكان لزاما إضافة اسمها تباعا لتكون "القاعدة الإخوانية"، "داعش الإخوانية" وهكذا. جماعة "أصل البلاء" تتحمل المسؤولية في معظم ما يحصل لكوكب الأرض من تطرف وإرهاب باسم الإسلام بينما الإسلام منه براء. تتحمل وزر تشويه الإسلام والصد عن سبيل الله، وتتحمل معاناة مسلمي العالم جراء ما يلقاه المسلم من المضايقات والأذى والعنصرية وحالات القتل، فقط، لأنهم مسلمون. "أصل البلاء" هي السبب الرئيس في المواقف السياسية المعادية لبلادنا على وجه الخصوص، وبلاد المسلمين عموما، وهي المتكأ الأهم للإعلام المعادي وعلى رأسه الإعلام اليهودي والإيراني لتصديرها الإرهاب، سواء على يديها مباشرة أو على أيدي سلالتها القاعدة وداعش وأضرابهما. "أصل البلاء" هي من جعل القوى العظمى تسحب يديها من الوقوف بجانب بلداننا العربية والتوجه للفرس مستبدلة شعار "الإسلام هو الحل" بـ"إيران هي الحل"، بحجة أن من نفذ هجمات 11 سبتمبر ليس من بينهم إيراني واحد. "أصل البلاء" وحق لنا أن نطلق عليها هذا النعت ليكون شعارا ولقبا لهذه الجماعة من رجل الأمن الأول نايف بن عبدالعزيز، بخبرة دامت أربعة عقود في هندسة الأمن وإرساء الاستقرار ومواجهة الإرهاب "ولا ينبئك مثل خبير"، وبالتالي فإن شعار "الإسلام هو الحل" حق أريد به باطل.
نقلا عن الوطن

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up