رئيس التحرير : مشعل العريفي

ابن تنباك: الصحوة سوّقت لجماعات حركية عبر خدعة الأدب الإسلامي

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد-متابعات : أخذ الباحث والناقد الدكتور مرزوق بن تنباك حضور أمسيته في جامعة الباحة إلى محطات فاتنة، عبّر عنها بصدق وشفافية وعفوية، بدءا من طفولته في بادية المدينة المنورة، إذ لم يختر مكان ولا تاريخ مولده، مرورا بالرياض للدراسة الأكاديمية في جامعة الملك سعود، وليس انتهاء بـ «أدنبرة» في أسكوتلاندا، وحصوله على الدكتوراه. أكد ابن تنباك أنه لم ينتم لأي تيار برغم المحاولات، إلا أنه حكّم عقله واحتكم للنص القرآني والحديث الصحيح الصريح وما عداه يخضعه للنقاش والحوار مع الآخرين، لافتا إلى أن كتابه «الوأد عند العرب بين الوهم والحقيقة»، سبب له متاعب واتهمه البعض بتهمة تخريب النصوص وبادر محتسبون بعرضه على هيئة كبار العلماء فأجابت الهيئة بقولها «لا نوافق عليه لكن ليس على الرجل مأخذ في طرحه العلمي الموضوعي». واستعرض ابن تنباك سيرته ومسيرته قائلا «انتهيت من الثانوية وحاولت أن ألتحق بالجامعة الإسلامية لدراسة القضاء، فقال لي أحد الشيوخ لا أرى في وجهك أثر تقوى، ثم ذهبت لدمشق لدراسة الحقوق، فقال لي أكاديمي: مناهجنا لن تنظف ما في رأسك من غبار الوهابية»، مستدلا من هذه السياقات على أنه مستقل وغير محسوب على أي حزب أو تيار أو توجه. واستعاد ابن تنباك أيام كانت كتب سيد قطب والمودودي والندوي مفروضة قراءة وحفظا، مؤملا أن يكون انتماء الجميع للوطن والولاء للقيادة الشرعية، كون الأحزاب والجماعات خرّبت دولا وأصبحت أثرا بعد عين. وتحفظ ابن تنباك على تدريس الجامعات المقررات باللغة الإنجليزية كونه من الاستلاب الثقافي، إضافة إلى أن العلم والبحث والمعرفة موجودة في ألمانيا وفرنسا وغيرها ما يلزم تعلم جميع اللغات. وأبدى ابن تنباك رفضه القطعي لمصطلح أدب إسلامي لما يترتب عليه من التصنيف والفرز واعتبار كل ما عداه غير إسلامي. مشيرا إلى أنه تصدى في محطات حياته لعدد من القضايا منها محاولة البعض تعميم اللغة العامية وتقنينها، وهذا ما دفعه لتأليف كتابه «الفصحى ونظرية الفكر العامي»، فيما دفعه تيار الأدب الإسلامي للتصدي مجددا لهذا التوجه وطرح كتابه «النخبة بين ادعاء الوطنية وممارسة التحيز»، واصفا الصحوة بالمسوق لأفكار حركية وافدة دفعته لكتابة «رد بدعة وخدعة الأدب الإسلامي». ولفت ابن تنباك إلى أنه لم يقع يوما ما في تجريح خصومه ومخالفيه، مضيفا إلى أنه تصدى مرة ثالثة لقرار تدريس المقررات باللغة الإنجليزية. وتحدث عن تجربته في أدنبرة وانفتاحه على الحياة بكل تفاصيلها مع حفاظه على جسده وروحه مما يوجب عليه حدا أو عقوبة. ودعا ابن تنباك المؤسسات التعليمية، وفي مقدمتها الجامعات، إلى تبني مشاريع الحوار وعدم التبرم أو الضيق من الاختلاف كون الحسن البصري وواصل بن عطاء المعتزلي كانا يلقيان دروسهما في مسجد واحد وكل له فكره وتوجهه دون نكير، مع توفير مساحة اختيار للناس دون إكراههم على مذهب أو توجه. وأكد ابن تنباك أن السلطة عبر تاريخها لم تكن مظلة لمذهب ولا حامية له، كون المذاهب الجيدة والأفكار النيرة تدافع عن نفسها وتثبت وجودها، وجدد أسفه أن مؤسسة أكاديمية بحجم الجامعة الإسلامية تأثرت بالمد الصحوي فنشأت فيها جماعات عوضا عن أن تكون منبرا وطنيا موحدا لكل الأطياف وجامعا لها على رؤية حضارية وإنسانية، مشددا على أن «قضية احترام الإنسان بذاته ومن خلال تصرفه وتعامله وسلوكه لا من خلال شكله وصلاته وصومه، لأننا عرفنا أناسا يصومون ويصلون ولا يستنكفون عن الكذب والقسم إيمانا كاذبة ليمرر حجته ولتكون له الغلبة على غيره بالباطل». وتمسك ابن تنباك بطرحه أن «الوأد كما يفهمه المسلمون منذ قرون غير حقيقي بل هو عرف موجود عند معظم شعوب الأرض، إذ يضحون بأولادهم (بنين وبنات) في مناسبات وأزمات منها الجوع والفقر والوباء والطوفان، كما ورد في القرآن حكاية عن أمم سابقة». وكشف عن استفادته الكبرى من المسجد النبوي، إذ كان جامعته الأولى هو وأمثاله القادمون من البادية إلى المدينة المنورة. مثمنا للنفط وانتهاء الحرب العالمية الثانية وانتهاء عصر الرعي والزراعة أدوارهم في خدمته وجيله ليتمكنوا من الالتحاق بالتعليم النظامي. وشهدت المحاضرة مداخلات من مدير جامعة الباحة الدكتور عبدالله الزهراني وعدد من الحضور والأساتذة والطلاب وفقا لعكاظ .

arrow up