رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

ماما طالبان

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ذكر لي أحدهم قائلاً: ذهبت إلى لندن في السبعينات الميلادية برفقة أمي، ومعنا أخي الرضيع المريض لمعالجته هناك. كانت والدتي منتقبة، وحاولت طوال الرحلة بالطائرة أن أقنعها بشتى الوسائل أن تكتفي بالحجاب فقط؛ لكي لا تلفت الأنظار وتتعرض للمضايقات، وترى على الأقل طريقها في الشوارع وعلى الأرصفة، غير أنها رفضت، وراسها وألف سيف أنها لن تتخلى عن عباءتها وغطوتها. وقال: لا أريد أن أطيل عليك؛ فقد تعثرت المسكينة بعباءتها وسقطت وشج رأسها، وبدلاً من أن نعالج الرضيع أخذنا نعالجها معه، ولم تخرج من المستشفى إلا بعد شهر، ومن حسن الحظ أنها اقتنعت بعد ذلك، واشتريت لها بالطو أسود طويلاً، وكشفت عن وجهها وأصبحت ترى طريقها وتغيرت نفسيتها، ولم يعد أحد ينظر لها أو يعلق عليها، وكان ما حصل هو أستر لها – انتهى. وقرأت عن قاضٍ بريطاني رفض السماح لامرأة مسلمة بالإدلاء بشهادتها وهي ترتدي النقاب، وقال: إنه لا يعترض على أن يرتدي أي أحد ما يشاء خارج المحكمة، بشرط أن يكون «لائقاً»، وأضاف أن من المهم للقضاة أن يمكنهم ملاحظة لغة الجسد وتعبيرات الوجه لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان الشاهد يقول الحقيقة، وأنه لهذا السبب فإن تغطية الوجه يعيق العدالة. وعرفت أن الشرطة الفرنسية قد وزّعت منشورات على السائحات الخليجيات؛ للفت انتباههن بأن القانون الفرنسي يمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة. المشكلة أن هناك رجالاً في بعض البلاد العربية استغلوا هذه النقطة، فارتدوا العباءات وانتقبوا، ومارسوا كل الجرائم من سرقات وتهريب وشحاذة و... و... و... إلخ. وقبل مدة افتضح أمر رجل منتقب كان يدخل باستمرار على حمامات النساء في أحد المولات بالقاهرة، وقد كشفته امرأة وهو يخرج جواله لكي يصورها، وأمسكت به الشرطة وعندما استعرضوا الصور التي في جواله، وجدوا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت. والذي يدعو «للقهقهة» أيضاً، أن هناك يهودياً أميركياً هاجر إلى إسرائيل ويدعى شلومو هيلفر غرنتس قد نشر بين تعاليمه مبدأ النقاب اليهودي، وأطلق على جماعته اسم: «القلب الطاهر». وقد بلغ إلى الآن عدد النساء المنتسبات إلى جماعته أكثر من 700 امرأة، ينتمين إلى شرائح اجتماعية مختلفة، وكل واحدة منهن تخرج في الشارع وهي متوشحة بالسواد من قمة رأسها إلى أخمص قدميها. وأصدرت المحكمة في تل أبيب حكماً بالسجن على سيدة تنتمي إلى هذه المجموعة؛ لأنها جلدت بناتها الثلاث جلداً مبرحاً؛ لأنهن لم يطعنها وينتقبن، وأطلقت وسائل الإعلام على تلك الأم: ماما طالبان.
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up