رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

يا سَكْرتي وسُكّرتي

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

لتسمحوا لي أنتم، وليسمح لي قبلكم الأستاذ عبد الله بن بخيت، أن أقتطع من إحدى مقالاته هذه الجزئية، التي جاء فيها: عندما يقول الرجل أنا متعصب لديني فهو في الواقع لا يعرف الحقيقة، التعصب الديني في الحقيقة لم يحدث أن كان للدين ككل، وإنما يأتي دائماً لمذهب محدد أو لجماعة محددة أو لمجموعة من علماء الدين تربطه بهم روابط كالدم أو المواطنة مثلاً، فمثلاً المتعصب السني أو الشيعي سيرى أن المذهب الآخر هو أشد سوءاً من الأديان الأخرى غير الإسلام، قد يرى أن المسيحي أرحم من خصمه في المذهب الآخر، قد يبدي رفقاً بأصحاب دين آخر، لكنه لن يتسامح مع مخالفيه في المذهب. كنت أظن أن منشأ التعصب قلة المعلومات والعزلة. كنت أوقع اللوم على المناهج أو المنابر، لكن بعد تأمل تبين لي أن التعصب مشكلة داخلية في نفس الإنسان. المتعصب دائماً متعصب لجماعة وليس لفكرة يؤمن بها. القضية بالنسبة له قضية انتماء واحتماء؛ كلما صغرت دائرة الانتماء كان التعصب أشد، على سبيل المثال انقسم الجهاديون في سوريا إلى ألف جماعة وجماعة بينما دينهم ومذهبهم وتفاصيل مذهبهم واحد، وعدوهم أيضاً واحد - انتهى. سؤالي هو: هل بعد هذا الكلام من كلام؟!
*** يؤكد نيكولاس كيرينوس مؤسس شركة «Fountech.ai»، أنه خلال العقدين المقبلين سيتم تعزيز أدمغتنا بعملية زرع «Google brain»؛ لذلك لن نحتاج إلى حفظ شيء – بمعنى أن «غوغل» سوف يكون في داخل أدمغتنا. وأوضح لإحدى الصحف أن الناس لن يضطروا إلى عناء كتابة أي أسئلة، حيث سيتم الرد على أي استفسارات على الفور بواسطة «عملية زرع الذكاء الصناعي»، التي ستؤدي إلى إنهاء التعلم في المدارس. ويقول نيكولاس، إن الحاجة إلى تعلم الأشياء بطريقة «الببغاء» مثلما هو حاصل الآن، حيث يتم تدريسنا في المدارس الحالية، ستختفي تماماً وسوف تحرر أدمغتنا للتفكير بطرق جديدة ومبتكرة، تزيد من معدل ذكائنا – انتهى. كل هذا على عيني وعلى راسي، لكن كيف يفهم ويفسر ويستوعب، هذا «الغوغل» المزروع في نافوخي هذه الأبيات الشعرية، من اللغة العربية الفصيحة جداً: عندما قال أحد الرجال: النساء هن الدواهي والدوا هن لا طيب للعيش بلاهن والبلا هن فرددت عليه إحدى النساء: والرجال هم المرهم والمرُ هم لا طيب للعيش بلاهم والبلا هم «وأعوص» مما سبق هي هذه الأبيات الغزلية، التي تمنيت أنني كنت أنا الذي أبدعتها: يا مَسْكَني وسَكني وسُكْنَتي وساكِنَتي وسُكوني وسُكوتي وسِكّتي وسَكْرتي وسُكّرتي وسِري وسَريرتي وسُروري
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up