رئيس التحرير : مشعل العريفي

كيف أدى اغتصاب واغتيال لظهور إحدى أكبر الإمبراطوريات؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تابع صحيفة" المرصد" عبر تطبيق شامل الاخباري

https://shamel.org/panner

صحيفة المرصد: تناول تقرير أعده طه عبدالناصر رمضان، ونشره موقع العربية، واقعة اغتيال الملك المقدوني فيليب الثاني سنة 336 قبل الميلاد، وكيف ساهم ذلك في صعود ابنه الإسكندر المقدوني ليواصل انجازات ابيه ويؤسس إحدى أكبر الإمبراطوريات.
فيليب الثاني وذكر التقرير أنه عقب وفاة شقيقيه الإسكندر الثاني (Alexander II) وبيرديكاس الثالث (Perdiccas III) بحلول العام 359 قبل الميلاد، عيّن فيليب الثاني (Philip II) وصيا على العرش بمقدونيا بسبب صغر سن وريث العرش الشرعي الملك أمينتاس الرابع (Amyntas IV)، ابن بيرديكاس الثالث، البالغ من العمر حينها 6 سنوات. وخلال نفس تلك السنة، استغل فيليب الثاني الأمر ليزيح ابن شقيقه من سدة الحكم ويتربع على عرش مقدونيا لأكثر من 20 عاماً.
إنجازات عسكرية وأوضح التقرير أنه خلال فترة حكم فيليب ما بين عامي 359 و336 قبل الميلاد تمكن من تحقيق إنجازات عسكرية جعلت من مقدونيا قوة إقليمية هامة. فمنذ البداية، أدخل الأخير إصلاحات على الجيش فأقدم على تزويد أفراده برماح ساريسا (sarissa) الطويلة والتي قدّر طولها بحوالي 16 قدما كما وافق على اعتماد التشكيلات السلامية بالتكتيكات الحربية، وهو الأمر الذي خوّل له مواجهة فرق مشاة وخيّالة العدو بشكل أكثر فاعلية.
إصلاحات عسكرية وبين أنه أثناء مسيرته، مارس فيليب الثاني عقب نجاح إصلاحاته العسكرية سياسة توسعية قادته للسيطرة على أغلب مناطق اليونان القديمة حيث واجه الأخير العديد من المدن الرئيسية، ولعل أبرزها أثينا وطيبة (Thebes) والتي انتصر عليها في حدود العام 338 قبل الميلاد بمعركة خيرونيا (Battle of Chaeronea) ليشكل بذلك رابطة كورنث (League of Corinth) والتي كانت تحالفاً تزعّمه هو بين مقدونيا والمدن الإغريقية بإستثناء أسبرطة والتي حافظت على حيادها. وأثناء هذه الحروب، تعرض فيليب الثاني لإصابات عديدة كانت أبرزها على مستوى عينه ولقّب على إثرها بفيليب الأعور.
اغتيال قضت على طموحاته وأشار التقرير إلى أن فيليب الثاني اتجه من خلال رابطة كورنث، لتوحيد العنصر المقدوني واليوناني لاستغلاله بحربه القادمة وحملته العسكرية التي سعى من خلالها لإنهاء وجود الإمبراطورية الفارسية. في غضون ذلك، لم يكن لفيليب الثاني ما يريده حيث تعرض الأخير سنة 336 قبل الميلاد لعملية اغتيال قضت على طموحاته التي واصلها من بعده ابنه الإسكندر المقدوني.
طعنة قاتلة وتابع أنه خلال شهر أكتوبر سنة 336 قبل الميلاد، تواجد فيليب الثاني بالمسرح لحضور حفل زفاف ابنته كليوباترا المقدونية (Cleopatra of Macedonia) من ملك إبيروس ألكسندر الأول (Alexander I of Epirus). وأثناء سيره داخل المسرح، تقدّم منه باوسانياس الأوريستيسي (Pausanias of Orestis)، والذي كان واحدا من حرّاسه الشخصيين، ووجه له طعنة قاتلة قبل أن يحاول الفرار من مسرح الجريمة. وقد ألقى الجنود القبض على القاتل قبل مغادرته المنطقة والذي قتل بدوره على عين المكان.
إهانة وانتقام وعلى حسب العديد من الفلاسفة والمؤرخين الإغريقيين القدامى من أمثال أرسطو وبلوتارخ وديودور الصقلي، عمد باوسانياس لاغتيال فيلب الثاني بسبب إهانة تعرض لها خلال فترة سابقة على يد أتالوس (Attalus) والذي كان عمّ كليوباترا الزوجة السابعة لفيليب الثاني. فأثناء أحد الاحتفالات، أمر أتالوس عددا من جنوده باغتصاب باوسانياس وما إن اشتكى الأخير لفيليب الثاني حتى رفض الملك المقدوني معاقبة قريبه مفضلا تجاوز الأمر والتستر عنه عن طريق منح باوسانياس ترقية. وبسبب ذلك، دبّر باوسانياس مكيدة للانتقام من الملك فيليب الثاني.
تورط الإسكندر المقدوني وبحسب التقرير، لمّح العديد من المؤرخين الآخرين لإمكانية تورط الإسكندر المقدوني، ابن الملك فيليب الثاني، ووالدته أولمبياس (Olympias)، الزوجة الرابعة لفيليب الثاني، في عملية الاغتيال حيث سعت الأخيرة لتأمين حصول ابنها على عرش البلاد. وعند وفاة فيليب الثاني وحصول الإسكندر المقدوني على مقاليد الحكم، أعدم أبناء كليوباترا، الزوجة السابعة لفيليب الثاني، بينما أجبرت الأخيرة على الانتحار كما عرف عمّها أتالوس مصيرا مشابها ليعدم حسب أوامر الإسكندر المقدوني، كما تشير مصادر لإمكانية حصول باوسانياس الأوريستيسي على جنازة رسمية وتكريمات عديدة بناءا على رغبة أولمبياس.
مواصله طموحات والده وأختتم التقرير بأنه عقب استلامه للحكم، واصل الإسكندر المقدوني طموحات والده وتمكن في حدود العام 330 قبل الميلاد من إسقاط الإمبراطورية الفارسية وأسس في أوجه واحدة من أكبر الإمبراطوريات التي عرفها التاريخ، حيث امتدت الأراضي القابعة تحت سيطرته ما بين البحر الأدرياتيكي بأوروبا ونهر السند بالهند.





arrow up