رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

طلاق على طريقة ( فاست فود )

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تابع صحيفة" المرصد" عبر تطبيق شامل الاخباري

https://shamel.org/panner


لم تعد مشكلة الطلاق بكثرته وتصاعد نسبته فحسب بل باتت سرعة وتيرته الزمنية تشكل خطراً بوصفها تزيد من معدلات الطلاق بالمجمل اذ لم يعد من المستغرب حدوث الطلاق من أول يوم وربما قبل أيام أي اثناء الخطوبة وبات الطلاق بعد بضعة أيام او شهر دارجاً ومألوفاً ! يبدو ان هذا الجيل بمعظمه يحبذ رتم السرعة في أي شيء وكل شيء بدءً من الطعام ( فاست فود ) مروراً بسرعة المركبة وليس انتهاء بالطلاق الماراثوني.
تكمن المشكلة بأن هذا النشء لم يعد يفرق ما بين استهلاكه وضروريات الحياة وما بين الأمور المصيرية والهامشية واستتباعاً ما بين الأولويات القيَمية والتوافه ! الى ذلك اصبح استشعار المسؤولية آخر اهتماماته هذا إذا افترضنا وجودها اصلاً في قاموسه ! السؤال الكبير : من المسؤول لجهة هذا الخلط والالتباس وعدم الاستبصار المتعقل لدى هؤلاء ؟ واقع الحال من غير المفيد ايعاز ذلك لسبب وحيد بل ثمة جملة من المتغيرات لعل أهمها على الاطلاق الأجهزة الذكية وما يدور في فلكها من السوشال ميديا ) والعاب العالم الافتراضي وغيرها رافقها بطبيعة الحال إغفال كي لا نقول اهمال وتقاعس الأسُر.
فما تفرزه تلك الوسائل من معطيات سلبية وربما خطيرة يجب ان يجابهه تصدي اقوى لناحية الاسرة وبكلمة أوضح : يجب تقنين وتحييد ساعات استخدام تلك الوسائل فضلاً عن مراقبتها وتنقيحها وجنباً الى جنب غرس القيم ومعايير المجتمع ولعلي اطلق على هذا المفهوم التربوي مسمى ( شد الحبل ) بمعنى تقليل ما يمكن تقليله من تبعات على غرار ما لا يدرك كل لا يترك قله وإلا لا نلوم أنفسنا أو نستفز عندما يلقي علينا أحد أبنائنا التحية ( بهز الرأس ) أو ربما بتحريك حاجبيه هذا في احسن الأحوال ! واستطراداً يجب الا يثير استفزازنا حينما يصبح الطلاق السريع هو القاعدة الدارجة ويمسي الطلاق بعد حين أو عدمه هو الاستثناء المثير للتعجب والغرابة .

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up