رئيس التحرير : مشعل العريفي
 أ.د.صالح بن سبعان
أ.د.صالح بن سبعان

قمة الرياض الخليجية بحضور أوباما والمشهد السوري؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

هل تجد حكومات وشعوب دول مجلس التعاون نفسها في واجهة المشهد السوري، وكأنما الأنظمة العربية في وادٍ غير وادي شعوبها. وهذا يطرح سؤالا، وكأنما هو إشكال، هل من طريق آخر وبديل للجامعة الدول العربية، طالما إيقاعها لا يتوافق وإيقاع الشعوب التي تمثلها؟. داعي هذا التساؤل هو موقف دول الخليج العربية التي أعلنت انحيازها الواضح للشعب السوري بينما كانت مواقف العديد من الدول العربية هلامية، لذا كانت قراراتهم تفتقر إلى الشجاعة، ولا تسأل عن موقف الدول الغربية فهو واضح لا يخفى على أحد، فمن وقف ضد القرار الأممي في مجلس الأمن ومن أيده إنما كانت مصالحه تملي عليه مواقفه، ولا علاقة للدم السوري الذي يسيل والبيوت التي تهدم والنساء اللواتي يغتصبن والأطفال الذين يقتلون بذلك. فعلى ماذا انتهت قمة الرياض الخليجية بحضور القيادة الامريكية؟ هل انتهت بأن أقر القادة خطة لإغاثة إخوتهم في سوريا، بعد أن تخلصت الجامعة العربية من هذا الملف المحرج وسلمته إلى المجتمع الدولي، وبالتالي آل مصير إخوتنا السوريين إلى كرة تتقاذفها أقدام اللاعبين وتخضع لتوازنات لعبة المصالح للدول التي تملك القرار في المنظمة الدولية. ولذا يصبح منطقيا السؤال عن جدوى هذه الجامعة العربية. !! يقولون لك إن الأوضاع الاستراتيجية لسوريا تحول دون التدخل العسكري الدولي فيها، ولكن السؤال يظل قائما: بالنسبة لمن أهمية هذه الأوضاع الاستراتيجية، هل هي مهمة لإسرائيل التي تحتل منذ أربعة عقود أو أكثر هضبة الجولان السورية؟ أم للنظام البعثي فيها؟. أم لحزب الله في لبنان والنظام الحاكم في إيران؟ أم العراق؟ وهل هذه الأهمية تفوق أهمية الشعب السوري الذي يتعرض لإبادة جماعية منهجية، والذي يجب أن يترك وحده ليدفع فاتورة هذه الأهمية المزعومة ؟. ويقولون مرة أخرى إنهم لا يستطيعون تسليح المقاومة بذريعة الخوف بأن تقع الأسلحة بيد الجماعات الإرهابية والمتطرفة وهذه كلها ذرائع غربية، لأن هذه الأسلحة ستكون بيد الجيش السوري الحر وهو بطبيعة تكوينه أكثر انضباطا. ونحن نعلم بأن التدخل العسكري في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا أكثر تعقيدا بالطبع، ففي الخط إسرائيل وحساباتها، والملف الإيراني المفتوح على الحرب، وحزب الذي لن يقف مكتوف الأيدي في ظل خوفه من انقطاع سلسلة دعمه أو شريان حياته، ولكن بالمنطق الاستراتيجي العسكري تبدو فكرة التدخل العسكري مهمة ومبررة من هذا المنظور نفسه. وعلى كل فلا نحن ولا قيادتنا بالحكمة المعروفة عنها من دعاة الحرب، إلا أننا نتذكر ما قاله المغفور له بإذن الله ( وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل }أكثر من مرة ما الذي يجب أن نفعله ونحن نرى الشعب السوري العربي الشقيق يذبح بهذه الوحشية؟ هل نكتفي بالبكاء وببيانات الشجب والإدانة والتنديد؟؟. ما من أحد يدعو إلى الحرب ويدق طبولها، لكن النظام البعثي لم يترك الفرصة لأحد كي يتحدث بغير لغتها!!.

arrow up