رئيس التحرير : مشعل العريفي

«آل الشيخ» يكشف «التوأمة» بين الخطاب المتأسلم السني والكهنوتية الإيرانية.. وهؤلاء يعرقلون تجديد الخطاب الديني

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد : قال الكاتب محمد آل الشيخ، إن إيران دولة كهنوتية محضة، يقوم دستورها وتطبيقاتها على أرض الواقع من هذا الدستور. هذه حقيقة لا يرفضها إلا جاهل غير متابع، أو من يصفقون لخطاب إيران ويناصرون هذه الدولة الكهنوتية، التي تستمد من مفاهيم المذهب الإثني عشري تعاليمها، وتستند إليه في كل ممارساتها في الداخل والخارج.
وأضاف "آل الشيخ" في مقاله بصحيفة الجزيرة تحت عنوان "الكهنوتية الإيرانية وتجديد الخطاب الديني": من الثابت التي تدعمه الأدلة والشواهد أن هناك ما يشبه (التوأمة) بين الخطاب المتأسلم السياسي السني وما تدعو إليه إيران، إضافة إلى أن أحد رؤوس تنظيم القاعدة وهو سعد بن لادن يسكن في إيران، ومنها يدير كثيرًا من المنتمين للقاعدة.
وأوضح أنه على الجهة الأخرى هناك خطاب يتبناه كثير من ساسة ومثقفي العالم العربي يدعو إلى ضرورة (تجديد الخطاب الديني)، ليكون قادرًا على مواكبة العصر والتعايش مع مفاهيمه الجديدة، التي تختلف مع ما كان سائدًا في الماضي، تمامًا مثلما استطاع المسيحيون تجديد خطابهم، والخروج من التطاحن والتقاتل وترسيخ البغضاء والكراهية بين مذاهبهم وفرقهم، وحققوا بعد ذلك ما وصلوا إليه من تقدم ونهضة مدنية وحضارة لم يعرفها البشر على هذا الكوكب على الإطلاق.
وتابع: ليتخلص العرب وبعض المسلمين -ولا أقول جميعهم- من قيود الماضي، والعمل على تقديم خطاب ديني جديد، هناك كثير من التحديات التي تعترضهم على أرض الواقع، لكن أكبرها وأهمها مشكلة إيران، التي يحكمها الملالي بالحديد والنار، لأن (التجديد) يعني بالضرورة الحتمية زوالهم كدولة، وهذا ما يدركونه تمام الإدراك، لذلك تجدهم بكل ما يملكون من قوة يدعمون المتشددين السنة، رغم اختلافهم معهم في العقيدة إلى درجة أن كل فرقة (تكفر) الأخرى، وتعتبرها خارج الإسلام.
وواصل الكاتب: غير أن الضرورة التكتيكية التي يتمسك بها الطرفان، الشيعة والسنة المسيسون، جعلتهم في قارب واحد في مواجهة (دعوة التجديد والمواكبة) الذي هو بلغة أكثر مباشرة القضاء على هؤلاء وهؤلاء، بمعنى أن القضية بالنسبة لكلا الطرفين هي قضية وجود.
وقال "آل الشيخ": أنا على يقين تام أن بقاء إيران الملالي يعني أن المتشددين السنة سيبقون يواجهون أي ممارسة من شأنها فرض (تجديد الخطاب السني) على الساحة السياسية، وقبلها الساحة الاجتماعية، وليس تقارب قطر التي تتبنى الخطاب السياسي السني إلا وجهًا من هذه الوجوه التي أتحدث عنها.
وأضاف: لذلك، فأنا أرى أن حصار إيران اقتصاديًا من قبل الولايات المتحدة يصب في مصلحة محاصرة أحد أهم الدول التي تدعم الجمود المفضي للإرهاب، بجناحيه السني والشيعي.
وتابع: ومن يرصد تفاعلات الإسلام المسيس على الساحة سيجد أن أي فقيه أو داعية حاول أن يخرج الخطاب الديني من قوقعة التزمت، إلى رحاب الانفتاح والمعاصرة، سيجد المتطرفين المتأسلمين هم من يقفون ضده وضد محاولاته والتشهير به ووصفه بأقبح الأوصاف والنعوت، والتشكيك في أمانته، وعندما يبحث في من وراء هؤلاء ومن يدعمهم سيجد ملالي إيران تقبع خلفهم، وإن كانت تقوم بذلك بصورة سرية، ومن خلال أساطينهم وكبرائهم الحركيين، الذين لا يُمانعون في التحالف مع الشيطان لتحقيق غاياتهم، كما ثبت من الوثائق التي وجدوها في مخبأ ابن لادن بعد مقتله.
واختتم: لذلك، فأنا أقول واثقًا فيما أقول إن إصرار بعض الفقهاء على الجمود وعدم التجديد، يعود إلى عمل دؤوب للإيرانيين، وإن كان كثير من الفقهاء لضيق أفقهم ولسذاجتهم لا يدركون ذلك.

arrow up