رئيس التحرير : مشعل العريفي
 هيلة المشوح
هيلة المشوح

الهروب..قضية أسرية أم وطنية؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تساؤلات تراود الكثيرين منا في ما يخص الفتيات اللاتي قررن الهرب وفضلن العيش خارج حدود الوطن، وأول هذه الأسئلة: لِم الآن؟
نعم لِمَ الآن والوطن يتجه نحو تحولات كبرى حصلت -وتحصل- فيها المرأة على الكثير من حقوقها تباعاً كقيادة السيارة والتمكين الوظيفي وتوفير فرص العمل وحرية التعليم والتخصص والكثير من التفاصيل التي تنضوي تحت روافد هامة تحقق لها حياة كريمة واستقلالية تمكنها من إدارة حياتها، ولماذا لم يهربن في السابق قبل هذه التحولات في ملف المرأة، ولماذا لم يتناول الإعلام الغربي الداعم لهروب الفتيات ملف المرأة ولماذا يركز عليه في السابق وقبل توجهات الدولة الأخيرة نحو الانفتاح وتمكين المرأة والتغير الذي حدث بشأنها، وبالتالي لا يمكن قراءة هروب الفتيات وتلقفهن من قبل دول ومنظمات دولية واستغلالهن لتشويه سمعة الوطن بمعزل عن تحولات اليوم.
الجواب عن هذه التساؤلات المطروحة عالية هو جواب في غاية البساطة فهروب الفتيات وظف بما يتواءم والحملات الإعلامية المسعورة ضد المملكة في الآونة الأخيرة وبما يحقق مكاسب سياسية وإعلامية لجهات مختلفة تحاول الإخلال بصورة المملكة ومكانتها، وكي نضع الموضوع في سياقه الطبيعي فعلينا أن نتذكر أن الهروب قد تفاقم «بعد المقاطعة» وضعوا تحت هذه ألف خط بعد أن نسترجع الفيلم الذي بثته قناة الجزيرة لتحريض الفتيات على الهروب والذي تم حذفه في غضون ساعات بعد أن أدرك النظام الإداري للقناة تجاوزهم للمعايير القانونية للإعلام العالمي، وعليه فهروب الفتيات ليس ظاهرة في السعودية كما يشاع ... ولكن الأجندة الخفية خلف تركيز الإعلام العالمي المحموم والرصد المكثف للداخل السعودي «هو فعلاً الظاهرة»، وإلا أين تلك المنابر والمؤسسات الإعلامية عن ظواهر تحدث في دول مجاورة تقتل فيها المرأة جراء خطيئة شاركها بها رجل تحت ذريعة الشرف، وتنتزع أجزاء من أجسادهن منعاً للخطيئة في قطر آخر، وتشوه وجوه الكاشفات بالأسيد في ضفة آخرى، أو ليس كل ذلك يستحق الرصد وضخ الملايين لوقفه بدل تحريض فتاة على الهرب ثم تركيز الإعلام المأجور على قضيتها؟
أخيراً.. قضية هروب الفتيات قضية أسرية صرفة يجب أن تعالج في إطار الأسرة دون تحميل الدولة أية مسؤوليات فوق مسؤولياتها العظام، عدا المؤسسات التي تضطلع بتكريس الأمان الاجتماعي ودعم الموسسات المخولة بذلك، أما ملاحقة الفتيات أو إعادتهن لذويهن فذلك دور الأسرة ومسؤوليتها فالهروب باختصار قضية أسرية وليست قضية دولة، وحين ندرك ذلك سوف يسقط هذا الملف الذي استخدم ضدنا أسوأ استخدام!
نقلاً عن عكاظ

arrow up