رئيس التحرير : مشعل العريفي
 خلف الحربي
خلف الحربي

كلهم بشار الأسد

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تمر السنوات وتتناثر من أيامها المتعاقبة جثث الأبرياء وصرخات الخائفين ويبقى بشار الأسد في قصره يتحصن بحماته في الشرق والغرب، يضيع شعب كامل وتهدر الإنسانية في الطرقات وتمتلئ بحار أوروبا وغاباتها باللاجئين في الوقت الذي ينشغل فيه المجتمع بالبحث عن طرق مبتكرة كي يبقى جزار دمشق في كرسيه الذي أصبح مِلكا للروس والإيرانيين. حتى خطط إنقاذ سورية تبدو مهلكة ومدمرة فهي تتحدث عن حكومة مشتركة مع المعارضة يكون نصيب بشار فيها الوزارات المهمة مثل الدفاع والأمن والمالية فلا يبقى لشعب سورية الجريح سوى وزارة الصحة ربما لمعالجة المقاتلين القادمين من طهران وموسكو وضاحية بيروت الجنوبية أو وزارة الخارجية لتبرير جرائم بشار باستخدام ألسنة ضحاياه ! ..ولأن شر البلية ما يضحك فقد رفض فريق بشار هذا الحل إذا كان سيؤدي إلى إخراج بشار من دائرة الحكم. أما رئيس الولايات المتحدة (أبو الخط الأحمر) فهو اليوم يطلب من إيران أن تتوسط لدى بشار الأسد كي يقبل بأنصاف الحلول التي يضعها المجتمع الدولي تحت قدميه، وهذا يعني أن الشعب السوري اليوم لم يعد يناضل ضد حكم بشار - الذي لم يعد يملك من أمره شيئا - بل وجد نفسه في مواجهة مع العالم أجمع الذي يريد أن يقدم بشار باعتباره أمرا واقعا لا يمكن تغييره أو المساس به كما يريد أن يقدم الشعب السوري باعتباره القتيل المخطئ الذي لم يمت بالشكل المناسب!. لقد تم تدمير بلد كامل على الهواء مباشرة وذُبح أبناؤه في الطرقات وهدمت مدنه وقراه بالبراميل المتفجرة ومسح تاريخه العريق وتشرد الملايين من البشر في كل أصقاع الأرض وامتلأت المعتقلات بالمقهورين وتزاحم الجرحى في ممرات المستشفيات الخالية من الأدوية .. وكل ذلك من أجل من ؟ . من أجل شخص واحد فقد شرعيته منذ الأشهر الأولى للثورة السورية وفقد جيشه الذي توجهت بنادقه نحو الشعب ثم فقد قسما كبيرا من طائفته التي لا تريد مشاركته في جريمة العصر ولم يبق له إلا بعض القوى الأجنبية التي تدافع عنه بشراسة باعتباره رمزا للقتلة والجزارين في كل مكان في هذا العالم. باختصار كل محاولة لإنقاذ سورية تتجاوز مسألة إزاحة بشار عن الحكم هي في النهاية محاولة لإبقاء سورية غارقة إلى ما لانهاية في بحيرة الدم، وسوف يدفع العالم كله وليس الشرق الأوسط فقط ثمن هذا التواطؤ الأممي.
نقلا عن عكاظ

arrow up