رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

كيف زوَّر المصراويون فواتير الماء؟؟؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صدق أو لا تصدِّق أن أغنية (الأطلال) الخالدة ما زالت تسجل أعلى الأرقام مبيعاً منذ شدت بها (كوكب الشرق) لأول مرة سنة (1965)! ولم تزحزحها عن عرشها أعتى العواصف، من (السح الدح إمبو)، إلى (بكره إسرائيل)، مروراً بـ(بس لكن مالقيتك) التي قلنا منذ موووبطي: إن كاتبها هو اللاعب الغيني (الحسن كيتا) بمناسبة اعتزال زميله اللاعب الاتحادي من أصل أحدي (حمزة إدريس)!! والعجب العجاب ـ وليس الغريب الغراب ـ أن ملحنها العبقري (رياض السنباطي) كان خائفاً من الفشل؛ لأنه هو والست كانا قد جاوزا الستين، وقد تفشت ظاهرة تقليد الفن الغربي الحديث بِطَرْبَقَتِهِ السريعة التي فتنت الشباب! وزاد من خوفه أن صديقه (الوهابي) اللدود ـ الستيني أيضاً ـ ما زال يدهش الناس بموسيقى رائعته (إنتَ عمري)، وهي أول اختلاط فني له بالست؛ حيث أدخل عدة آلات موسيقية غربية ـ كالجيتار ـ على (التخت الكلثومي) لأول مرة! وهذا القلق الإبداعي هو الذي جعل (السنباطي) يشتغل على اللحن قرابة خمس سنوات!! وقد تمثلت العقبة الأولى في أن أبيات القصيدة تبلغ (124) بيتاً وليس من المعقول أن تغنى كاملة! فاستعان بصديقه المزمن الشاعر (أحمد رامي) ـ وهو من جمع ديوان الدكتور (إبراهيم ناجي) ـ وأنجز المقاطع الأولى؛ لكي يتصاعد اللحن من (الجواب)، إلى (الذروة)، ثم يتناهى إلى (القرار)! لكنه لم يجد في الـ(124) بيتاً، ما يبلغ باللحن الذروة!! متى تصدقون أن أزمة الإسكان ثقافية ؟؟ وظل عامين يفتش في (ديوان ناجي) بمساعدة (رامي) و(الست)؛ إلى أن وجد ضالته في قصيدة أخرى بعنوان (الوداع)، وتحديداً في مقطعي: (هل رأى الحبُّ سكارى؟) و(انتبهنا بعدما زال الرحيق)! وإذا كانت (الأطلال) هي (ماء) الفن العربي الزلال؛ فلم يكن هذا هو التزوير (السنباطي/ الرامي/ الكلثومي) الوحيد في فاتورتها الباهظة؛ إذ إنها في الديوان تبدأ بـ: يا فؤادي (رحم الله) الهوى!! وتنتهي بـ: لا تقل شئنا فإن (الله) شاء!! فلماذا زوروها إلى: يا فؤادي (لا تَسَلْ أين) الهوى؟؟ و: لا تقل شئنا فإن (الحظَّ) شاء؟
لقد أجبنا في نشرة نقدية في الوطن (2007)، ولكن لا بأس أن نكافح الزهايمر غداً .....
نقلا عن مكة

arrow up