رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبدالله بن بخيت
عبدالله بن بخيت

ضرورة الشعارات في التحول الوطني

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

سيطول حديثنا عن مشروع التحول الوطني. العنوان يشي بذلك. ثمة أشياء كثيرة تنتظر الوطن بكل أبعاده. يركز حديث الأمير محمد بن سلمان مع المجلة الأميركية في معظمه على الاقتصاد والإدارة. بيد أن أي مخطط استراتيجي لا يمكن أن يتجاهل البعد الاجتماعي والسياسي والثقافي لأي انتقال من فلسفة اقتصادية إلى أخرى. لا أشك أن الأمير اطلع على تجربة الروس في التحول من الاقتصاد الموجه في العهد السوفييتي إلى الاقتصاد الحر. تجربة مثيرة وخطيرة ولا شك وقع الروس في أخطاء يمكن أن نتعلم منها. التحول الروسي تحول ثقافي واقتصادي. انطلقوا من التحول الثقافي ونحن ننطلق من التحول الاقتصادي. النتيجة ستكون واحدة بالتأكيد. وضع الأمير في حديثه الأخير إشارات للتحول الثقافي دون أن يفصل كما فصل في مسألة الاقتصاد. في الاقتصاد الريعي لا علاقة للإنسان بإنتاج الثروة. لخلق وظائف منتجة يتوجب تكييف الوضع الاجتماعي والثقافي لتتفق مع المفاهيم المحيطة بطرق الكسب. السياحة على سبيل المثال من أهم مصادر الدخل في العالم. في ظل النمط الثقافي السائد في المملكة يتعذر جعلها جزءاً من الاقتصاد السعودي حتى لو اقتصر الطموح على ما يعرف بالسياحة الدينية. التخطيط لمشاركة العالم مكاسب العصر الحديث هو في الواقع التخطيط للدخول مع العالم في نفس المفاهيم ونفس الرؤى. سادت قبل سنوات نظرية تقول نأخذ من العالم ما يناسبنا ونترك ما لا يناسبنا. قامت هذه القاعدة على أساس (إن العالم على كيفنا) وأن تركيبة الأشياء مبعثرة لا تنتظمها مفاهيم فكرية أو ثقافية. ظن الطيبون أن السيارة تأتي بمعزل عن فكرها الخاص بها. لم يدرك هؤلاء أن الإنسان يصنع التكنولوجيا ثم تقوم التكنولوجيا بصناعته. السيارة لا تغير اقتصاديات الإنسان ورفاهيته فحسب ولكنها تمس مفهوم الإنسان للزمن والعلاقات الاجتماعية وتخلق فرصاً جديدة للخير والشر وهكذا. الطائرة والجوال والإنترنت.. إلخ شبكة لا حدود لها من منتجات العصر تحفر في ثقافات الشعوب وتغيرها. عندما يتحدث الأمير عن التحول الشامل لا شك يعني أيضا التحول الاجتماعي والثقافي والتطبيع مع العالم. إن ثمة تحولاً في نمط العيش. سرني أننا لم نسمع في أحاديثه تلك المصطلحات والديباجات المجاملة التي اعتاد المخططون في بلادنا تغليف مشروعاتهم الطموحة بها عندما تتماس مع الثقافة المحلية السائدة. إذا كنا نريد أن نتغير علينا أن نغير اللغة المستخدمة أيضاً. نتخلص من المصطلحات التي كانت تعبر عن العصر الريعي باستخدام لغة تصف العصر الذي نتجه إليه. شعارات كقولنا (مملكة التقدم والرخاء). (مملكة المستقبل) (مملكة العصر)،(أنا جزء من العالم).. إلخ. هذه الشعارات تحل محل الشعارات القديمة التي نستخدمها اليوم وأن تكون هي الأصل الذي نقيس عليه. ما اتفق معها من الشعارات القديمة يبقى وما تعارض معها يزول. يستخدمها الطلبة والموظفون والمسؤولون لتأكيد الهدف الأسمى الذي نخطط له. لكي نبني المستقبل يجب وضع التحول في إيمانات صغار السن أيضاً. في طيات مشاعرهم. الأفكار التي نلقنها الأبناء اليوم هي الأفكار التي سوف تحرك حياتهم وتصيغها في المستقبل.
نقلا عن الرياض

arrow up