رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

كُتّاب الإثارة!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

يختلف الكتاب في عنونة مقالاتهم فبعضهم لا يهتم بالعنوان بقدر اهتمامه بصياغة متن المقال وحياكة محتواه والبعض حصيف ودقيق في انتقاء العناوين بما يتسق ويتجانس مع قوام وملامح المقال (تقرأ المقال من عنوانه)... والراجح انهم يدبجون العناوين بعد كتابة اخر كلمة من سياقه... وهناك من يُعول كثيراً على العناوين المثيرة بهدف جذب القارئ لدرجة تستأ ثر على  اهتمامه بفكرة المقال ومضمونه فغاية طموحه هو  تحقيق اكبر كم من القراء والمتابعين... بالمناسبة اتصل بي زميل مهنة يملك قلماً رشيقاً واسماً لامعاً وله جماهيرية واسعة وكان ممن يتميزون باقتناص العناوين المُلفتة والمحرضة على تتبع مقالاته واذا به يعرض علي عنواناً لن ابالغ بوصفه بالخارق اغتبط الزميل بإعجابي بالعنوان المدوي لكنني استدركته متسائلاً : ماذا عن موضوع وفكرة المقال فهل يتواءم  مع العنوان ويشي به؟ فقال: ليس ببعيد انتهت المكالمة... وفي اليوم التالي اذ بمقال الزميل يدوي بالفعل  محققاً (في الساعات الأولى من نشره) نسبة قراءة  فلكية... قرات المقال فصعقت باختلافاً كبيراً بين العنوان والمحتوى بل ليس ثمة صلة والطبيعي ان تكون ردة فعل القراء سلبية لجهة الكاتب وتجلى ذلك من التعليقات التي وصلت الى حد التهكم والسخط... ومؤكد على خلفية المقال فقد الكاتب المصداقية لناحية جمهوره بوصفه استدرجهم فخذلهم كي لا أقول ( استخف) بهم بعنوان جاذب يتنافى بالكلية ومضمون المقال... لا شك العنوان احد اهم فنون تجميل وتأثيث  المقال بوصفه (الهالة) التي تستميل القارئ وتلفته وان شئنا تغويه لقراءة المقال وربما ترجيحه على غيره من المقالات... تجدر الإشارة ان اختيار العناوين المثيرة مهارة وملكة يتفرد بها ندرة من الكتاب وهي مشروعة مهنياً بل كما اشرت علامة فارقة تميز الكاتب شريطة ان يتسق العنوان ويتوافق ومهنية ومحددات كتابة المقال وبنيته ولعل اهمها انتفائه من ضروب (التهكم والاسفاف والخدش ) بتضاعيفها وان يكون من بنات أفكار وسياقات المقال بمعنى يمت بصلة وليس مفرغاً او مجافياً للمقال... باعتقادي ان فكرة المقال هي التي تدشن معالم العنوان وملامحه... فالمقال الرصين والعميق هو الذي يمتخض عنه ولادة العنوان وليس العكس

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up