رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

تلعّثم الكاتب وشخّبط المذيع

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ماذا لو وضعنا كاتباً مرموقاً امام (الكاميرا) ..واعطينا مذيعاً متألقاً قلماً وورقاً وتركناهما يصولان ويجولان ترى هل يحققان ذات الدرجة من النجاح والتألق ؟ بكلمة أوضح: هل ذاك الكاتب الفذ بما يملكه من انسياب محبرته وسلاسة أسلوبه أن يطوع الكاميرا بذات القدر من ترويض القلم ..وهل المذيع اللامع يستطيع ببهاء اطلالته وبراعة لسانه استدرار مداد القلم؟ أقول: ليس في معظم الأحوال بل ربما على النقيض تماما .
ولعلي استدعي موقفاً يفيد السياق. منذ قرابة خمس سنوات اتصل بي صديق وزميل مهنة يملك قلما سيالاً يدر مفردات تستميل القارئ وتستدرجه لملاحقتها إلى آخر حرف قائلا بغبطة: جاءني عرض من احدى القنوات الشهيرة كمذيع ومقدم برامج فقلت: فكر ملياً فضحك وبشيء من التندر ثم استطرد: العرض مغري جدا فضلا أنه يزيد من انتشاري ونجوميتي فقلت: لكنك لا تملك مقومات التماهي ومحاكاة (الشاشة) وهي تختلف كثيرا عن (القلم) امتعض وانتهت المكالمة.
بعد أيام قليلة إذا به مطلاً بـ (الفضائية) ويا ليته لم يطل فمفرداته التي تأسر القارئ باتت حبيسة وإن انبثقت متأتأة متلعثمة والنتيجة أُستبعد من القناة كما تقلصت جماهيريته ككاتب، وفي الاطار استشهد بمذيع يُعد أحد جهابذة (الفضائيات) أُستكتب في صحيفة رائجة فاستعصى عليه رص الكلمات وتسطير العبارات ..لكن هذا لا ينفي وجود كُتّاب نجحوا كمقدمي برامج ومذيعين وبذات الدرجة من الحذاقة والنبوغ بالكتابة وربما أعلى وجنباً إلى جنب ثمة مذيعين راجت كتاباتهم ومقالاتهم بما يوازي أو يفوق نجوميتهم كمذيعين.ما يجب أن يعرفه كل اعلامي أن الكاتب والمذيع كلاهما ينضويان في منظومة واحدة (الاعلام) لكن لكل منهما مقومات وكاريزما خاصة ومتفردة، لا بل حتى المذيعين (إذاعة، تلفاز) يتفردون بقدراتهم وامكانياتهم وهذا يؤكد من جديد أن البزوغ في احدى المهن ليس مؤشراً أو مسوغاً للنجاح بالأخرى.

arrow up