رئيس التحرير : مشعل العريفي
 فهد عامر الأحمدي
فهد عامر الأحمدي

دخل المواطن في خطة التحول الوطني

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

حتى قبل الإعلان عن خطة التحول الوطني (يوم الاثنين الماضي) ادعى البعض أنها ستزيد من الأعباء المالية للمواطنين وترفع كلفة الخدمات المقدمة إليهم.. ولكن الحقيقة هي أن من الأولويات (التي تتضمنها أي خطة اقتصادية جادة) هو عدم تحميل المواطنين أعباء مالية جديدة وهو ما ذكره صراحة الأمير محمد بن سلمان يوم الاثنين الماضي على قناة العربية... .. وفي المقابل، سيضمن النمو الاقتصادي المرتفع، رفع دخل المواطن الفردي بنسب مركبة خصوصاً في حال قرر هو الانتقال طواعية إلى القطاع الخاص أو الاستثمار فيه بنفسه.. الخطير فعلاً هو بقاء المواطن معتمداً على راتب الدولة، وبقاء الدولة معتمدة على ثروة نفطية قابلة للنضوب.. حالة كهذه تعني تجميد دخل المواطن أو الحد من تقدمه بشكل سريع (وهي حالة لم تثبت فقط في المملكة، بل وفي دول نفطية كثيرة مثل نيجيريا وفنزويلا وإيران).. لاحظ مثلاً معدل التضاعف السريع في دخل المواطن في النمور الآسيوية التي لا تملك أصلاً أي ثروة طبيعية.. فحتى أربعة عقود مضت كان متوسط دخل الفرد في كوريا الجنوبية 740 دولاراً وفي تايوان 1132 دولاراً وفي سنغافورة 430 دولاراً، في الوقت الذي كان دخل الفرد في المملكة يتجاوز 12500 دولار.. غير أن دخل المواطن الكوري ارتفع حتى وصل العام الماضي إلى 25710 دولارات (متضاعفا 34 مرة)، والمواطن التايواني إلى 21770 دولارا (متضاعفا 12 مرة)، في حين تضاعف دخل المواطن السنغافوري (161 مرة) وأصبح 55933 دولاراً وفي المقابل لم يرتفع دخل المواطن السعودي خلال هذه الفترة سوى (مرتين) ليصل إلى 24530 دولاراً في العام (رغم امتلاكنا ثروة ضخمة وثاني أكبر مخزون نفطي في العالم)!! ... أما السبب فهو أننا كنا نملك ثروة جاهزة دون خطة تحول اقتصادي واضحة.. في حين كانت النمور الآسيوية لا تملك ثروات طبيعية ولكنها تملك خطط تحول حقيقية.. كنا مثل شاب ورث من والده ثروة ضخمة يعرف كيف يصرفها أكثر مما يعرف كيف يستثمرها، في حين كانت النمور الآسيوية كطفل يتيم صعد من الصفر وخلق ثروته من العدم، فأصبحت تجربته ذاتها ثروة تفوق كل الثروات.. ما أعرفه شخصياً أن الخطة التي أعلن عنها قبل يومين تهدف (ليس لزيادة أعباء المواطن) بل لرفع دخله بنسبة 60% وتوفير مليون وظيفة بحلول عام 2030.. تهدف إلى فتح آفاق استثمارية جديدة ومشاركة القطاع الخاص ورفع نسب التوظيف وإنشاء المشروعات الخاصة.. وهذه كلها تعني خلق فرص جديدة أمام المواطن لزيادة دخله بنفسه والاستغناء أصلاً عن وظائف الدولة (وهو ماحصل فعلاً في سنغافورة وهونغ كونغ اللتين أصبحتا تعانيان من عزوف المواطنين عن العمل لديهما)! ... وفي جميع الأحوال (وكما سمع معظمنا في اللقاء المتلفز مع الأمير محمد بن سلمان) لن يكون لخطة التحول الوطني تأثير سلبي على الخدمات المقدمة للمواطنين.. فبوجود، أو عدم وجود الخطة ستستمر الدولة في دفع رواتب موظفيها، ومساعدة المحتاجين فيها، وأقلمة الخدمات بحسب دخل مواطنيها.. الطبقة الثرية هي الوحيدة التي ستعاني من رفع الدعم الحكومي عن الخدمات (ولا أعتقد أن كلمة تعاني مناسبة هنا لوصف حال الأثرياء) في حين سيتسبب اعتراضهم باصطدامهم مع الشارع.. كما جاء في اللقاء.
نقلا عن الرياض

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up