رئيس التحرير : مشعل العريفي
 علي الزامل
علي الزامل

يوماً...بلا هواتف ذكية !!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

يا ليته يعود ..هذا ما تأوهه (أربعيني) بحشرجة وغصة يعتصره أنين من فرط الحنين بعد أن تنهد تنهيدة بائسة استتبعها بزفرات عادت به إلى شريط الذكريات ثم صمت برهة وكأنه أراد التوقف عنوة عند محطات يستدعي بها شجونه ويستعير ولو بأطياف مما كان يؤنسه ويبهجه لكن يبدو أن الحزن غالبه واختطفه التوق والاشتياق فاغرورقت عيناه بالدموع أهي دموع الفرح باستحضار لحظات جميلة؟ ! ام دموع الحسرة ليقينه بفقدانها إلى غير رجعة المرجح مزيج من هذا وذاك يقول: كنت إذا رجعت من عملي لمجرد دخولي منزلي إذ بصغيرتي ذات السبع سنوات تلاعب عرائسها وبمحاذاتها ابني ذو الخمس سنوات يمتطي (سيكله) ذو الإطارات الثلاثة وما أن يشاهداني يتسابقان متنازعان لمجاذبتي والفرحة تملئ فرائصهما الغضة ويصدحان بصوت ممزوج يُعبئ أرجاء المنزل حبوراً وفرحاً (بابا،بابا) فاتلقفهما بكل جوارحي وأعانقهما على كتفي واتلحفهما بصدري أتأرجح بهما وضحكاتهما لم ولن تبارح وجداني قبل أذني وبعد هذا الاستقبال (الكرنفالي) الماتع نتناول الغداء ثم نلهو قليلا ونتبادل المزاح واللعب وكل يوم على هذا المنوال إلى أن عصفت بنا (الهواتف الذكية) وجرفت صفونا واغتالت دون رأفة اجمل اللحظات..الآن يدخل الأب البيت دون أن يستشعر به أبنائه فهذه منهمكة بـ ( السناب شات) أو (انستاغرام) والآخر يشاهد شرائط فيديو على (يوتيوب) وثالث يلعب مع (صديق !) لا يعرفه ما وراء البحار والصغيرة تحتضن (الآيباد) تحدق فيه بلا هوادة أعلم سلفاً أن كل من يصغرني بسنوات لن يتفهم وطأة وقسوة الهاجس الجاثم والحنين المؤرق إلى حيث ما قبل وسائل التواصل الاجتماعي فمن عاش لحظة من ذاك الزمن المفعم بالدفء والحنو الحميمي لاريب سوف يقول وبلا تردد: خذوا كل شيء ودعوني انعم بيوم واحد زمن ذاك.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up