رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل ابا الودع الحربي
مشعل ابا الودع الحربي

ظاهرة التسول مع إطلالة شهر رمضان

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تعد ظاهرة التسول ظاهرة عالمية لاتختص وطن بعينه، بل هي منتشرة في كل بلدان العالم الفقيرة والغنية.
والتسول سعي الإنسان بطلب المال من الأشخاص في الطرق العامة، عبر استخدام عدة وسائل لاستثارة شفقة الناس وعطفهم.
وللتسول أنواع منها : (١) تسول مباشر : يقوم المتسول بمباشرة ظاهرة التسول وهو التسول الصريح الذي يطلب منه المتسول المال بطرق مختلفة كارتداء ملابس ممزقة ومتسخة او مد يده للمارة أو إظهار عاهة معينة لديه، أو ترديد عبارات معينة كعبارات الدعاء التي يستثير عاطفة الناس.
(٢) تسول غير مباشر: وهذا النوع يسمى بغير الظاهر وذلك أن المتسول يستتر خلف ممارسة عمل خفيف كممارسة مسح زجاجات السيارات أو الأحذية وغيرها.
(٣) تسول موسمي وذلك انتظار المتسول المنتشر خلال موسم رمضان مثلا أو العيدين أو الجمعة عند البلدان الإسلامية.
فهذه الظاهرة الإجتماعية الخطيرة تهدد المجتمع، حيث تظهر فيه البطالة، والتسول فيه إهدار للكرامة الإنسانية أمام الناس، واتخاذ التسول سبيلا أو مهنة لجمع المال دليل على ضعف الثقة بالله تعالى، الذي ضمن الأرزاق لجميع مخلوقاته.
وانتشار ظاهرة التسول بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ولا شك بأن هذه الظاهرة السلبية تؤشر على وجود عدد من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية في مجتمعاتنا.
فمن أسباب انتشارها : (١)عدم إرادة المتسول بذل الجهود الفكرية والبدنية لمواكبة الحياة للعمل فيلجأ إلى الكسل والخمول فيضطر للعيش متسولا.
(٢) نظرة الناس إلى المتسولين نظرة الشفقة والحنين بما يظهرونه من عبارات كالبكاء وتقديم المستندات المزورة، فتجد أن كثيرًا من الناس يدفعون الأموال إلى هؤلاء المتسولين، مما يشجعهم على انتهاج هذا المسلك في الحياة، وترك اتباع السبل الأخرى الصحيحة في تحصيل الزرق والمال الحلال.
(٣) عدم وجود رعاية واهتمام للحياة الإجتماعية تضمن للمتسولين، وتحميهم من الوقوع في الفقر، وتسد احتياجاتهم.
(٤) غلاء المعيشة وانتشار المظاهر واستعراض الثروات بشكل مبالغ به مما يدفع البعض للحصول على المال بأي شكل لمجاراة نمط الحياة الجديدة وغلاء الأسعار.
(٥) الإدمان على المخدرات، فعندما لا يجد المدمن على المخدرات مايشتري به يدفعه ذلك إلى التسول للحصول على المال، ويصل به الأمر إلى ارتكاب الجرائم أيضا.
فعندما نريد القضاء على هذه الظاهرة في المجتمع علينا أن ننظر أن ديننا الحنيف لم يغفل معالجة أي قضية من قضايا المجتمع المسلم، ومن بينها ظاهرة التسول وسؤال الناس، فلقد حث الإسلام على طلب الرزق بالسعي والكد والعمل بعيدا عن التعطيل والتواكل على الغير، قال تعالى (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)، وقوله ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، وقوله تعالى أيضا (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
ويرشد النبي للمتسول بأن يسلك طريق الجد والاجتهاد ليعيش بعيدا عن مد يده إلى أحد من الخلق ، فيقول عليه الصلاة والسلام ( لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره، خير من أن يسأل أحد، فيعطيه أو يمنعه). فلا يمكن النجاة من هذا الوباء إلا بتضافر الجهود، من جميع فئات المجتمع من أفراد ومؤسسات وسلطات، كل على حسب مسؤولياته، فالفرد عليه مسؤولية ذاتية في أن يسعى للعمل حتى لو كان هذا العمل متعبًا أولا يناسب مؤهلاته، كما أن المؤسسات المختلفة كالدينية مسؤولية توعية المجتمع من خلال العلماء والدعاة بخطورة هذه الظاهرة وسلبياتها.
والسلطات عليها القيام بمسؤولياتها أيضا في القضاء على هذه الظاهرة من خلال تفعيل صندوق الزكاة الذي يسد حاجات الفقراء والمساكين، والقبض على العصابات التي تقف وراء المتسولين الصغار.
وكما ينبغي العلم على أن الصدقات كلمة عامة منها الزكاة المفروضة، والصدقات التطوعية كل السلطات لها تحمل المسؤولية في المحافظة عليها وإيصالها إلى المستحقين، من خلالها سيكون سببا من أسباب القضاء على ظاهرة التسول.
وبالأخير أنت تدفع للحوثي ريال ويشتري طلقة بالريال ويقتل أحد إخوانك.

arrow up