رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عقل العقل
عقل العقل

القضية الفلسطينية في قلب «قمم مكة»

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في حراك سياسي قل نظيره في عالمنا العربي، شهدت مكة المكرمة الأسبوع الماضي ثلاث قمم خليجية وعربية وإسلامية، هذا الحراك السياسي الذي دعت له المملكة في بعديه الخليجي والعربي يؤكد على الدور الفاعل والرئيس للرياض للدفاع عن قضايا المنطقة الخليجية والعربية والتي تعيش حالة من الفراغ السياسي والأمني منذ بداية ما يعرف بـ «الربيع العربي».
هناك إشارات قوية عبرت عنها المملكة على أعلى مستوى في قياداتها السياسية خلال «القمم الثلاث» أنها ليست «بطالبة حرب ضد أحد»، ولكنها على أتم الاستعداد للدفاع عن مقدراتها وسيادتها الوطنية.
الكل يعرف أن النظام الإيراني ومنذ وصوله للحكم في ثمانينات القرن الماضي وهو يستخدم «الدين» مطيّة له في السياسة الخارجية، فهو يدّعي تحرير فلسطين والدفاع عنها، كما سمعنا تهديداً من إعلام إيران أن مصير إسرائيل هو الزوال، ولكن على أرض الواقع لم تدخل إيران في حرب مباشرة مع إسرائيل في الـ40 عاما الماضية ولن تغامر، حتى حلفاؤها في المنطقة من حزب الله والحشد الشعبي وحماس والجهاد وحرسها الثوري لا يتجرأون على إطلاق رصاصة على أراضي فلسطين المحتلة. جل ما تقوم به تلك التنظيمات المأجورة هو التضحية بالدماء العربية في حال تعرضت إيران للضغوطات والعقوبات الغربية، سواء أكانت اقتصادية أم عسكرية، وما أدلّ على إلا تعرّض الملاحة البحرية في الخليج لاعتداءات من قبل عملاء إيران والاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها المملكة من مليشيا الحوثي عبر صواريخ إيرانية الصنع لم تستثن أطهر بقعة في العالم مكة المكرمة قبلة المسلمين. هذه إيران الكاذبة والمخادعة التي تدّعي نصرة قضايا المسلمين وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني. في يوم انعقاد القمة الإسلامية في مكة المكرمة كانت إيران تحشد الملايين من شعبها وفي بعض العواصم العربية في تظاهرات زائفة تدّعي فيها نصرة القدس الشريف، أين القيادة الإيرانية من الحضور والتفاعل في قمة الدول الإسلامية؟ أو أنها تعرف أن «حبل كذبها قد كشف» في أطهر بقعة في العالم، حيث انها هي أساس المشاكل في المنطقة، فهي الحاضن لقضايا التطرف والإرهاب والطائفية، وأن جل التنظيمات الإرهابية تعمل برعاية إيرانية. هذا النشاط التخريبي أدخل المنطقة في نفق طويل من الفوضى، حيث القتل والتفجير وتزايد أعداد اللاجئين كما هو الحال في سورية، أما القضية الفلسطينية فأصبحت بسبب الظروف العربية في آخر اهتمامات العرب أنظمة وشعوبا، كله بفضل التخريب الإيراني المغلف بمسرحية الممانعة.
على الجانبين العربي – الخليجي وفي بيان القمة الإسلامية، أكدت «القمم الثلاث» على أن قضية فلسطين هي قضية شعوب العالمين العربي والإسلامي، ودعت إلى حلّها على أساس المرجعيات الدولية والمبادرة العربية. رسالة كانت واضحة من هذه «القمم» رحبت بها القيادة الفلسطينية بكل أطيافها، وبعثت برسالة للقوى الإقليمية والدولية كافة بحق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة على حدود 67م، بعيدا عمن يبثون ثقافة التخوين واليأس وأن هذه الدولة العربية أو تلك مع ما يعرف بـ «صفقة القرن» التي يستغلها الأعداء ومنهم إيران في زيادة حالة التشرذم العربي. نقلا عن الحياة

arrow up