رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

«تعيش وتاكل غيرها»

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

يوم الأحد الماضي نزل لي مقال بعنوان: «أترك بيني وبين النار مطوّع»، غير أن أحد المسؤولين على الموقع الإلكتروني أخطأ، ونشره تحت اسم الزميل الأستاذ مشاري الذايدي، وبعدها أعينكم ما تشوف النور، حيث انهالت عليه التعليقات بل والشتائم الهجومية من كل حدب وصوب في المواقع الإلكترونية، مع أن مشاري ليس له لا في العير ولا النفير، وانطبقت عليه مقولة إبراهيم باشا: أردنا شقراً وأراد الله ضرماً. وخلاصة الموضوع الذي أثار حفيظة المتعصبين المتنطعين التالي: فقد كتبت عمّا توصل إليه الأطباء من اكتشاف أن أعضاء الخنازير، هي أقرب ما تكون إلى أعضاء الإنسان من حيث الشكل والحجم، وأنه من الممكن الاستعانة بها في المستقبل لزراعة الأعضاء. ووصلتني رسالة من (دار الفتوى www.islamweb.net) –ولا أدري عن مدى صحتها الرسمية- ولكن هذه هي خلاصتها: لا يخلو الحيوان المراد نقل العضو منه إلى الإنسان من أن يكون طاهراً أو يكون غير طاهر. فإن كان طاهراً –مثل بهيمة الأنعام المذكّاة- فلا حرج في التداوي به بأي جزء من أجزائه. وأما إن كان الحيوان غير طاهر –كالخنزير وميتة بهيمة الأنعام- فإن الأصل هو حرمة الانتفاع به في زراعة الأعضاء لنجاسته، فإن لم يجد المريض إلا عضو حيوان نجس ولا يجد ما يقوم مقامه من الطاهر وقد دعت الحاجة إلى ذلك فلا حرج في زراعته، قال تعالى: (فمن اضطر غير باغٍ ولا عاد فلا إثم عليه) – انتهى. والحمد لله خرجنا حبايب، فلا مات الذئب الذي هو أنا، ولا فنيت الغنم الذين هم المرضى. وفي ذلك المقال رمزت إلى دار الفتوى بالمطوّع، وكان من المفروض على المهاجمين أن يناقشوا دار الفتوى، ولكنهم جَبُنوا وبدلاً من أن يحطوا حرّتهم على الحصان، حطوها على السرج، وهات يا ضرب وهجوم مقذع على مشاري البريء، وأنا واقف من بعيد أعدّ فقط الضربات بكل بساطة ولا أقول سعادة. الواقع أنني أشفقت عليه، وهو البريء من ذلك المقال براءة الذئب من دم يوسف. ومثلاً في موقع مجلة «المرصد» الإلكترونية، ورد أكثر من 60 تعليقاً كلها تهاجمه، ونظراً إلى ضيق المساحة أختار تعليقاً واحداً من أهونها، وجاء فيه: الذايدي العبقري العالم البروفسور الخارق، ألم تعلم رب كلمة تهوي بك سبعين خريفاً في النار، وأنصحك نصيحة تنفعك دنيا وآخرة: دوّر وتر غير الدين تلعب عليه. سبحان الله وجهك باين عليه الغضب والسخط – انتهى. بقيت كلمة أخيرة أوجهها إلى أخي مشاري وهي: تعيش وتاكل غيرها. نقلا عن الشرق الاوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up