رئيس التحرير : مشعل العريفي

الاتحاد والنصر.. من يقبض على الحبل؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

في حياة الإنسان تأتي الفرص كالشهب الوامضة في السماء، كإرماشة العين، حينما يرتد الجفن على أخيه، إن لم تقبض عليها لا تستطيع اللحاق بها مهما كانت سرعتك. الباحثون عن الفرص، يعرفون أن السماء لا تمطر ذهبا، ولذلك يسعون لإيجاد فرصهم في الحياة، والراكنون إلى الأماني في قائمة الانتظار، يسلون النفس بالحكم والموروثات الشعبية، والفرص غالبا لا تأتي مرتين.
.. مباراة الاتحاد والنصر هذا المساء، خير مثال على الفرصة السانحة لكليهما، الاثنان يتشابهان في بعض النقاط هذا الموسم، عانى الأصفران من الفرقة والتكتلات في موسمهما الجاري، لديهما عناصر في الملعب متفوقة تملك إمكانات كبيرة، ولا تُظهر في أدائها ما يتواكب وتلك القدرات، الاثنان تحيط بهما الديون والمشاكل، والاثنان يملكان رصيدا ضخما من القلوب العاشقة في المدرجين. .. يتقدم أصفر العاصمة، على أصفر العروس، في أنه ما زال للذهب طعم باقٍ في أفواه جماهيره وهو الذي حصل على نصف البطولات السعودية في العامين الماضيين، ووصافة النصف الآخر، رقم كبير في حصيلة الإنجاز عند تقييمه بموضوعية، ولكن المنافسة مستمرة لا تتوقف. الاتحاد والنصر، يبحران في الطريق ذاته من المشاكل والمستقبل القاتم المتوقع ذاته، الفرق أن الأصفر الجداوي غرق حتى أذنيه، ويمد أنفه للفراغ يبحث عن الهواء، فيما النصر يغوص ولديه فرص أكثر في السباحة والنجاة، وسيستمر يغرق ما لم يتعلم من حالة شبيهه في اللون وأشياء أخرى. .. مباراة الليلة واحدة من الفرص السانحة لهما، لإعادة كتابة خارطة طريق جديدة تتناقص فيها المشاكل، الفائز منهما سيكون الأقرب للكأس من الهلال والأهلي المرهقين، والفائز منهما سيوفر لنفسه أرضية مثالية قبل الموسم المقبل، تمنحه هدوءا في الأجواء، والتفافا دافئا من محبيه، وصمتا إجباريا لأغلب منتقديه إلا من ممن امتهن الكلام في الشوارد والصوادر. .. الفرصة الأخيرة، هي حبل يتدلى أمام رجل يختنق في عنق زجاجة، لا يستطيع الهبوط ولا الصعود، وليس أمامه إلا أن يقبض على الحبل ويعض عليه بالنواجذ، تماما هي الحال في النصر والاتحاد بنسب متفاوتة. أما كيف تقتنص الفرصة الأخيرة، فحكماء القدرات يقولون: افهم نفسك جيدا في اللحظة ذاتها، داخل الظروف الآنية، اشحذ طاقاتك في اللحظة ذاتها، ثق في مهاراتك وأخرجها في أقصى طاقاتها، ابدأ بالفعل ولا تكن ردة فعل للحدث. هل يستطيع النصراويون والاتحاديون فعل ذلك؟ نعم، كلاهما يستطيع الليلة، واحد منهما سيمسك بالحبل ويصعد، وواحد منهما سيغوص أكثر.
نقلا عن الاقتصادية

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up