رئيس التحرير : مشعل العريفي

الساعد: يكشف عن منظومة ستقود العالم خلال الـ 100 سنة القادمة.. وهكذا تتحول السعودية إلى نمر اقتصادي في غرب آسيا !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: قال الكاتب محمد الساعد لا يزال يتذكر السعوديون بكثير من الدهشة أعمال الشركات الكورية بداية الطفرة السعودية الأولى منتصف السبعينات، كان الكوريون ولا يزالون في الذاكرة الشعبية السعودية منجزين وذوي كفاءة عالية ومشاريعهم على بعد خمسة عقود صامدة وبنفس الجودة.
العلاقة الشعبية السعودية الكورية وأضاف خلال مقال له منشور في صحيفة "عكاظ" بعنوان" لماذا كوريا؟.. لماذا الشرق؟." لذلك فالعلاقة الشعبية «السعودية الكورية» ليست مخزونة في السفارات والممثليات ولا بين الوزارات والمؤسسات الحكومية، بل إن شواهدها على لسان الأهالي وذكرياتهم، بل ومقارناتهم مع غيرهم، وحاضرة في الشوارع والاتصالات والسدود والعديد من مشاريع البنية التحتية الكثيفة التي بنتها الشركات الكورية وأحسنت التعامل مع عقودها.
توطين التكنولوجيا وتابع: هل تستطيع الرياض أن تستلهم التجربة الكورية..؟ بلا شك أن توطين التكنولوجيا وتسليمها للطاقات البشرية السعودية، وتنويع التجارب واقتناص الفرص والتقدم الاقتصادي هو أحد مرتكزات رؤية المملكة، والزيارة التاريخية للأمير محمد بن سلمان لكوريا الجنوبية هي جزء من الزيارات الملكية لشرق آسيا، واستكمالاً لخط الشراكات الذي قاده إلى باكستان والهند بداية العام الحالي.
الدائرة الذهبية وأردف: جهود الرياض لا تتوقف عند الاستفادة من التجربة الكورية، بل والالتحاق بالتجمعات الاقتصادية الكبرى ومن أهمها اقتصاد «الدائرة الذهبية» الذي يتخلق في شرق آسيا، والمكون من كوريا والصين واليابان والفلبين وتايلند وماليزيا وإندونيسيا وهونج كونج وسنغافورة ثم وصولاً إلى الهند، بلا شك أنها مجموعة عملاقة تتجمع لبناء منظومة متفوقة صناعياً وتجارياً وتكنولوجياً، وأكثر ما يجمع هذه الدائرة المكون السكاني الهائل الذي يصل إلى 3 مليارات نسمة، أي أن هذه الدول مجتمعة تشكل سوقاً بينية يمثل نصف البشرية.
المنظومة التي ستقود العالم وقال: هذا التجمع الاقتصادي الكبير في شرق آسيا تقوده لأول مرة الولايات المتحدة الأمريكية وتريد أن تكون جزءاً من المنظومة التي ستقود العالم في المئة سنة القادمة، نائية بنفسها عن العالم الغربي، فالمؤشرات الاقتصادية تؤكد أن أوروبا العجوز ليس لديها القدرة على إعادة الروح في اقتصادها المريض والذي عجز عن ترميم نفسه: ألمانيا متراجعة، إنجلترا خرجت من المنظومة، الفرنسيون متعبون، هذا فضلاً عن الإسبان واليونان والإيطاليين المنهكين تماماً.
موقع الرياض وأكمل: الرياض ذات الموقع الإستراتيجي والإطلالة على بحرين؛ «الخليج العربي والبحر الأحمر» وقربها من المحيط الهندي ومخزونها الهائل من النفط والغاز تجد فرصة كبيرة تلوح من الشرق، وأن تكون شريكاً ملحاً وليس محتملاً لاقتصاد دول «الدائرة الذهبية».
ولي العهد وأضاف: ولي العهد السعودي يبني ملامح الشراكة مع الشرق، فالدخول في تلك المنظومة الجديدة والتحالف معها وتدوير المنافع الاقتصادية يجعل من الرياض مزوداً حصرياً آمناً لهذه الدول، وكذلك يمنح السعودية في المقابل حق نقل التكنولوجيا إلى أراضيها.
استنساخ التجربة الكورية واليابانية وقال: العقود السعودية في مجال الصناعة أو الصفقات العسكرية في السنوات الماضية حملت شرط توطين جزء من تلك الصناعات في الداخل، وبالتالي فإن استنساخ التجربة الكورية واليابانية يصبح ممكناً، فالدولتان وطنتا الصناعات الأمريكية ثم خلقتا بالتوازي صناعتهما الخاصة ما أحدث طفرة تفوقا بها على كثير من الاقتصادات الغربية.
لماذا كوريا واختتم مقاله قائلا: لماذا كوريا..؟ لأن لديها تجربة إنسانية وصناعية ثرية جداً، استطاعت معها النهوض من حرب طاحنة ونزيف مستمر بين الكوريتين والتحول لدولة متقدمة تكنولوجياً، مع ملاحظة أنها حققت ذلك من دون ثروات طبيعية، وهنا تبرز المعجزة الكورية، لقد استطاعت من خلال تعزيز وتوظيف «طاقة البشر» التحول إلى واحدٍ من نمور الاقتصاد الآسيوي ورقم صعب لا يمكن تجاوزه في الاقتصاد العالمي، وهو ما سيسهل تحول السعودية إلى نمر اقتصادي في غرب آسيا.

arrow up