المدير (المتلون)

في مقال سابق تحدثت عن المدير (العنكبوت) وهو الذي يجسد صور وتضاعيف الاستحواذ والهيمنة بوصفه يتوسل كافة أذرعه وارجلة وحواسة بل وشباكه للضفر بكل الصلاحيات والقرارات والمخصصات لا بل حتى منجزات المنظومة ينسبها له بالمطلق ويغتنم ريعها وعائدها المادي والمعنوي وبمعنى من المعاني هذا المدير يلتصق بالكرسي كما يلتصق العنكبوت ببيته ... مقال اليوم عن صنف اخر لا يقل عن سابقه في ابطاء وعرقلة عجلة سير العمل يجوز ان نطلق عليه المدير المتلون ... تعالوا نتعرف على بعض ملامح شخصية هذا المدير يندر ان يصدق بوعوده ولا يتورع بالتملص والمراوغة والخداع بحجج وذرائع واهية فهو يعد بشيء ويفعل نقيضه تماماً فالوفاء بالوعود آخر اهتماماته بل قل ليست في قاموسه كما يتمتع بذكاء خارق وفوق العادة او (الخبث) ان جاز الوصف وهذا ما يمَكنه من تسويغ اكاذيبه وان شئت الاعيبه وحتى لا نطيل كثيرا هذا المدير ضعيف الشخصية لأنه لا يستطيع مواجهة موظفيه بسبب خذلناهم وسخطهم منه تجدر الإشارة ان اغلب قرارته من تحت الطاولة الى ذلك لا يمكن التكهن بأفعاله التي كثيرا ما تتأتى تعسفية ومفارقة للمعايير الإدارية وهي للإجحاف والضبابية اقرب ... يقول احد الموظفين: كلفني مديري بعمل إضافي ووعدني بعائد مادي فأنجزته في وقت قياسي وبمقتضاه ذهبت للمدير وإذ به يتهرب وبعد عناء من المماطلة واجهته فتلكأ وحاول كعادته التواري بأعذاره السمجة وحين ضيقت عليه الخناق قال : هذا من واجبات عملك ! لماذا لم يقل ذلك صراحةً وقت كلفني بالعمل؟ المفارقة ان الحافز ذهب لموظف اخر لا يكاد يقوم بعملة المناط؟ انتهى ... واقع الحال نماذج سلوكيات المدير المتلون أكثر من ان تحصى وليس بوسعنا الا ان نرأف بكل موظف يعمل تحت إدارة مدير متلون ! لأنه أكثر المديرين تعسفاً بوصفه تعسف مبطن وهل ثمة تعسف اشد وأعتى من الخذلان وخيبة الامل اختم بالقول: كل موظف محبط يقيناً يرأسه مدير متلون. واستطرادا يجب الا يتسنم مثل هؤلاء المديرون منظومات العمل خصوصا اننا ندفع بعربة التنمية على سكة رؤية (2030) الطموحة التي تتطلب أكثر ما تتطلب الصدق والإخلاص ومحاربة الفساد بأشكاله وأنماطه والإدارة المتلونة واحدة من أخطر أصناف الفساد بوصفها خفية وغير معلنة.