رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبده خال
عبده خال

«بياخة» بين ضحكة الشيخين

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الشيخان الدكتوران سلمان العودة وعائض القرني أظهرا ظرفا يليق بالإنسان في طبيعته مع الحياة، فقد بث الدكتور العودة مقطعا مصورا بعنوان «ضحكة ما تغيب شيخ عايض» في زيارته للشيخ عائض القرني بمدينة الأمير سلطان للتدريب. في ذلك المقطع دار حوار بدأه الدكتور العودة على هامش حادثة محاولة الاغتيال التي تعرض لها الدكتور عائض بقوله: - «رب ضارة نافعة.. والله كثير أسلموا على يديك». فكانت إجابة الدكتور عائض لا تخلو من ظرف واستملاح خلق المفارقة بقوله: - «أظن والله أبا معاذ لو أصابك حادث.. بيسلم أكثر». ولأني عاشق لإحداث المفارقات أثناء حديثي كنت أتمنى لو أني معهما فربما علقت على حديثهما: - لماذا لا تصابان كلاكما لكي نفرح بإسلام أعداد مهولة؟ وربما استطالت (بياختي) لأقول لهما: - يكفي التضحية بكما لنشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها ... يعني شوية إصابات في كل بلد! ولكي أقطع التداعيات على الخروج من هذه (البياخة) سريعا قبل أن (أحوس الدنيا). أولا: نهنئ الشيخ عائض القرني على سلامته بأن أنجاه الله ونغبطه على الرعاية والاهتمام وحب الناس وندعو الله أن يعجل بشفائه وأن يغادر مدينة الأمير سلطان مع التأكيد أنني راغب في زيارته لو ظل باقيا بالمدينة إلى حين وصولي إلى الرياض في الموسم القادم لمعرض الكتاب.! (طبعا هذه الأمنية من البياخة سالفة الذكر). ثانيا: كنت أظن أن الشيخين على تواصل مستمر، إلا أن المقطع حمل بيتا شعريا يؤكد على غيبتهما عن بعض، وطول فترة الانقطاع بين الشيخين يمكن تحميل هذا الغياب أبعادا سوف تجري في أذهان الناس في شعاب لا يعرف مصابها إلا صاحب التخيل، فالحمد لله على تواصلهما بالخير. ويحمد للدكتور سلمان دخوله إلى وسائل التواصل لنشر أفكاره.. يحمد له كونه يستمد افكارا جديدة في أساليب الدعوة القائمة على الحب وأن للحياة سبلا عديدة للوصول إلى الغاية العظمى في معرفة أسباب وجودنا، وما يريده الله من هذا الوجود والملاحظ في ظهور الدكتور سلمان أنه يظهر حاسر الرأس متخففا من الزي الذي ألف الناس أن يكون عليه الشيخ وخلع الهندام يؤدي إلى إسقاط نمطية التلقي بين المتحدث والمتلقي ويعطى إشارات لسقوط هيمنة الخطاب وأن لا أحد يمتلك الحقيقة سواء المتحدث أو المتلقي، فالزي السابق كرس عند الناس أن صاحب الزي يمتلك الصواب دائما بينما كان من المفترض أن يحدث تمكين الخطاب من التنامي وعدم دفعه لأن يكون في حالة قطع أو بتر، فالزمن متجدد ومعطياته أعمق مما يوجب تغير الخطاب، لهذا يحمد للدكتور سلمان كسر هيبة الهندام والدخول إلى الشباب بما يحبون أن يكونوا عليه مع محاورهم وأن يكون ضيفا عليهم في زمنهم وليس جذبهم إلى زمننا.! ربما أنهي هذا المقال كما بدأته ولكن بصيغة محكمة عما بدأت فيه، فالظرف حالة إنسانية خاصة ليس لها علاقة بعلم أو بلادة، والظريف إنسان محظوظ كونه يصل ويُوصل ميزته الابتسامة التي تمنحه تأشيرة الدخول إلى القلوب. ولا أريد أن ألوم الكثيرين ممن احتزموا بالتجهم والغلاظة مغبة ما يحدث من تفشي القسوة والكره وفي الوقت نفسه أقول إن الابتسامة صدقة، فلماذا يبخلون بهذه الصدقة؟ وربما أستدرك –استدراكا أخيرا- بأن الظرفاء قلة عبر العصور. نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up