رئيس التحرير : مشعل العريفي

ما خطة أوباما البديلة في "سوريا" بعد فشل المفاوضات ؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد -موقع٢٤: رأى الكاتب الأمريكي ويل مكمانوس أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يسعى إلى تنفيذ استراتيجيتين مختلفتين في سوريا لم تفلح منهما سوى واحدة.
- إحدى الخطط البديلة التي ناقشها المسؤولون الأمريكيون تتمثل في تزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات؛ لكي يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم ضد الغارات الجوية
وكتب في صحيفة لوس أنجليس تايمز الأمريكية: "يحرز أوباما تقدماً في شرق سوريا حيث تقود الولايات المتحدة حملة عسكرية موسعة ضد تنظيم داعش الإرهابي، وأصابت الضربات الجوية الأمريكية والجهود المبذولة على الأرض التنظيم الإرهابي بخسائر واضحة؛ إذ تقصلت مساحة الأراضي التي يسيطر عليها وباتت موارده المالية في حالة من الفوضى، وتراجعت أعداد المجندين الجدد في التنظيم. وعلاوة على ذلك، يقوم أفراد القوات الخاصة الأمريكية بتدريب قوات المعارضة السورية من أجل استعادة مدينة الرقة (عاصمة الخلافة المزعومة)، ربما قبل حتى أن يغادر أوباما منصبه".
منطق أوباما وخلال الأسبوع الماضي، وعقب سنوات من معارضة التدخل في الحرب الأهلية بسوريا، أعلن أوباما عن إرسال 250 جندياً أمريكياً إلى شرق سوريا، إضافة إلى 50 جندياً أمريكياً أرسلوا العام الماضي.
وبحسب مكمانوس، يتمتع أوباما بمنطق خاص في تبرير اتخاذ قرار زيادة عدد القوات الأمريكية في سوريا، ويتمثل في أن هذه القوات جزء من حملة ضد تنظيم داعش الإرهابي، الذي يُعد تهديداً مباشراً للولايات المتحدة، وهي أيضاً ليست جزءاً من الحرب الأهلية ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
كما أن هؤلاء الجنود الأمريكيين (300 جندي) ليسوا في مهمة قتالية، لاسيما أنهم يقومون بالتنسيق مع القوات المحلية وجمع المعلومات الاستخباراتية وتحديد أهداف للغارات الجوية.
وعلى الرغم من ذلك، يلفت مكمانوس إلى أن هذه القوات تشمل فرقاً من العمليات الخاصة القادرة على قتل أو اعتقال قادة تنظيم داعش الإرهابي، الأمر الذي نفذه بعض أفراد هذه القوات بالفعل.
وضع مختلف ولكن، برأي مكمانوس، يختلف الوضع كثيراً في غرب سوريا، الأكثر كثافة سكانية.
ويقول الكاتب: "منذ عام 2011، كان أوباما يصر على أن يتنازل الأسد عن السلطة لحكومة انتقالية تضم المعارضين الذين يقاتلون لإطاحته. واعتماداً على الديبلوماسية بدلاً من استخدام القوة، دأب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على تملق الفصائل المتحاربة للموافقة على وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات السلام".
ولبعض الوقت بدا أن كيري قد نجح في مهمته، وبالفعل وافق بشار الأسد، خلال شهر فبراير (شباط)، على وقف إطلاق النار أو الهدنة، ولمدة شهرين تقريباً ذاق العديد من السوريين قدراً من الراحة من الحرب.
روسيا والأسد ويلفت مكمانوس إلى أنه في كل مرة تنعقد خلالها محادثات السلام في جنيف، كانت قوات بشار الأسد تشن هجماتها ضد المناطق المدنية، الأمر الذي يدفع وفود المعارضة إلى الاحتجاج والانسحاب من المفاوضات، وهو ما توقع بشار الأسد حدوثه. وفي الوقت نفسه، تقوم بعض وحدات المعارضة بانتهاك الهدنة أيضاً، ولكن على نطاق أضيق. وبطبيعة الحال، يتبادل الطرفان الاتهامات ويلقى كل منهما على الآخر مسؤولية الإخفاقات.
ورغم توقعات كيري بأن تقوم روسيا، الحليف الأكثر أهمية لبشار الأسد، بالمساعدة في فرض وقف إطلاق النار والحفاظ على المفاوضات في المسار الصحيح، فإن ذلك لم يحدث. والأدهى أن روسيا استمرت في شن غاراتها الجوية في سوريا، التي استهدفت، في بعض الحالات، قوات المعارضة المدعومة بالتدريب والسلاح من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
سقوط حلب ويلفت مكمانوس إلى أن القوات الجوية للأسد قصفت، خلال الأسبوع الماضي، مواقع للمعارضة وأهدافاً مدنية، بما في ذلك اثنان من المستشفيات في حلب، وهي أكبر المدن السورية، والتي يحاصرها الآن جيش الأسد، إذ تُعد حلب آخر المناطق الحضرية الكبرى التي تسيطر عليها جزئياً قوات المعارضة السورية.
ويتوقع الكاتب أنه إذا نجح الأسد في استعادة مدينة حلب، فإن الحرب في غرب سوريا سوف تنتهي إلى حد كبير، وستكون الحكومة السورية هي الفائزة. وحتى مع إعلان وقف إطلاق النار الجزئي، يوم الجمعة الماضي، فإنه لا يغطى إلا اثنتين من المناطق الصغيرة ولا يشمل مدينة حلب.
خطة بديلة وينتقد مكمانوس غياب خطة بديلة مُعلنة رسمياً لمواجهة هذا الوضع، مشيراً إلى أن الرئيس أوباما قد رفض كل البدائل التي سبق وأن طرحها من قبل؛ إذ قال خلال الشهر الماضي: "تتمثل إشكالية أي خطة بديلة، لا تنطوى على تسوية سياسية، في أنها تعني المزيد من القتال الذي سوف يستمر على الأرجح لسنوات".
ويرى مكمانوس أن الغرض من توافر الخطة البديلة يتمثل في زيادة الضغط على بشار الأسد للموافقة على التسوية السياسية. ويطرح الكاتب إحدى الخطط البديلة التي ناقشها المسؤولون الأمريكيون وتتمثل في تزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات؛ لكي يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم ضد الغارات الجوية.
ويثير هذا الاقتراح مخاطر وقوع الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات في أيدي الجماعات الإرهابية. وناقشت وكالات الاستخبارات تركيب أجهزة لتعطيل الصواريخ إذا ما تم نقلها خارج المناطق المحددة.
ويضيف الكاتب أن هناك خيارات بديلة أخرى تشمل السلبية والغزو البري والمزيد من الأسلحة للمعارضة، وزيادة التدريب وتبادل المعلومات الاستخباراتية وإقامة منطقة آمنة للاجئين.
سوريا تشهد حربين مختلفتين وبحسب مكمانوس، تشهد سوريا حربين مختلفتين تماماً، وليس بالضرورة أن تنجح إستراتيجية واحدة في نصفي البلاد، رغم إحرازها تقدماً في أحدهما. ففي شرق سوريا نجح أوباما في إيجاد وسيلة لوضع قوات أمريكية على الأرض من دون أن يخطو على المنحدر الذي يخشى دائماً الانزلاق فيه، كما أوضح أوباما أنه لن يكون هناك غزو أو احتلال أمريكي حتى إذا كان العدو هو داعش الذي يعتبر تهديداً مباشراً للولايات المتحدة.
أما في غرب سوريا، فإن أوباما يدعى منذ فترة طويلة أنه لا يوجد سوى خيارين: إما الحد الأدني من المشاركة أو غزو برى واسع النطاق. ولكن تجربته في شرق سوريا (حيث حققت إستراتيجيته بعض النتائج) تدحض هذا الادعاء.
ويختتم مكمانوس: "إن الدبلوماسية من دون القوة لا تساعد أوباما على تحقيق هدفه للوصول إلى تسوية سياسية، ومثل هذا الحلم ينزلق بعيداً في الوقت الذي يتم فيه ذبح المدنيين السوريين. لقد حان الوقت لأن يختار أوباما خطة بديلة، سواء رغب في ذلك أم لا".

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up