رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

دروس الحياة مو ببلاش

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ذهبت فنانة فرنسية في رحلة سياحية مصطحبة قطها المستأنس، وفي أحد الأيام افتقدته في الفندق، وبحثت عنه وأخرت عودتها للعثور عليه ولكن دون جدوى، وبعد أن يئست اضطرت للرحيل لمنزلها الواقع بمقاطعة النورماندي الفرنسية. وبعد 18 شهراً، وإذا بها تجد قطها هزيلاً متسخاً يموء عند باب المنزل الخارجي، وعندما حسبت المسافة التي قطعها حتى وصل إليها وجدت أنها 1116 كيلومتراً بالتمام والكمال، وتعتزم الفنانة أن تؤلف كتاباً عن مغامرته هذه. سؤالي التعجبي هو: كيف استطاع هذا القط أن يعبر الطرق والغابات والأنهار والجبال والمدن حتى وصل إلى المنزل دون أن يضيع؟!، أزعم أنه اعتمد على الـ (Location)، مثلما يعتمد عليه يومياً أي قط بشري، بما فيهم هذا القط البشري الذي يكتب هذه الكلمات الآن. *** هل تصدقون أنه من شجرة واحدة من الممكن أن يصنّع مليون عود كبريت، كما أن عوداً واحداً من تلك الأعواد من الممكن أن يحرق مليون شجرة؟! وهكذا، فإن أمراً سلبياً واحداً، من الممكن أن يحرق مليون أمر إيجابي في حياة الإنسان. وقمة السلبية في حياة أي انسان هي: (الحماقة) – التي أعيت من يداويها. *** جابهني أحدهم بصراحته المزعجه قائلاً: من نقاط ضعفك في كتاباتك أحياناً، لجوؤك للكلمات العامية وتوظيفك لها، بدلاً من اللغة العربية الفصيحة. ولكي أغيظه أكثر رددت عليه بالأمثال الحجازية الدارجة والمحببة إلى قلبي قائلاً له: مو كل اللي يحكي فهيم، ولا كل اللي يسكت بهيم. رد عليّ بحدّة قائلاً: أجبني على كلامي بشجاعة بدون لف أو دوران. أجبته: اللي في قلبي على لساني، واللي موعاجبه ينساني. رفع يده في الهواء، فتراجعت للخلف خوفاً من أن يمدها عليّ، غير أنه خفضها وهو يقول: ليس هناك لا أبلغ ولا أفهم ولا أكرم من الفصحى التي لا يخر منها الماء. أجبته: سوف ألبي طلبك بالفصحى المتقعّرة، هذا إذا ساعدتني أنت بالوصول إلى امرأة عيطبولا، عبطاء شمغمغاً، وأعوذ بالله من الصهصلق الهلوف المضعضعة – فأرجوك أبعدني عنها أبعدك الله عن نار جهنم. أدار لي ظهره وذهب وهو يردد: ما فيه فائدة، العود الأعوج أعوج. أخذت أنظر له إلى أن غاب وأنا أردد بيني وبين نفسي هذا المثل: دروس الحياة مو ببلاش، دافعين ثمنها من عمرنا كاش.
نقلا عن الشرق الأوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up