سوء تدبير المدير

دخل الموظف متأخراً بضع دقائق عن الاجتماع وألقى التحية مشفوعة باعتذار لجهة مديره واذا بمديره ممتعض مستاء فلم يرد التحية ولم يقبل اعتذاره ولم يكتف بذلك بل قرعه ولفظه من الاجتماع ولم تهن على الموظف نفسه وهو يهان ويوبخ امام زملائه فما كان منه الا ان رد الاهانة لمديره بشكل اكثر فجاحة فحصلت بينهما مشادة وتصعد الامر وبطبيعة الحال انفض الاجتماع واحيل الاثنان للتحقيق واسفر عن ادانتهما على حد سواء. انتهى ... كان الاجدر بالمدير ان يتقبل اعتذار الموظف عن التأخير وان يلتمس له الظروف التي حالت دون وصوله في الوقت المحدد فافتراض حسن الطوية جهة المرؤوسين يحيد الكثير من الاستجابات السلبية التي ربما تخلق مهاترات وبيئة عمل مشوبة بالضغائن والتشنجات التي هو في غنى عنها فالاسلوب الامثل في مثل هذا الموقف هو تقبل خطأ الموظف بوصفه عن غير قصد وبكلمة اوضح : لم يتعمد التأخير او استفزاز المدير والخروج عن ادبيات الاجتماعات كما ظن المدير . قد تكون ردة فعل المدير نتيجة ترسبات شخصانية او ربما يكون الموظف بالفعل كثير التأخر وبالتالي لم يغفر له المدير تأخره عن الاجتماع . لنفترض حتىى لو كان ذلك صحيحاً يجب الا يكون تصرف المدير على هذا النحو فالمدير اوقع نفسه وموظفه في حرج وتحقيق وما الى ذلك من ترهات الجميع في غنى عنها أليس اقلها ضرراً انفضاض الاجتماع الذي ربما ترتب عليه تداعيات تضر المنظومة ؟ وكان الاجدر والاجدى كما اسلفت استئناف الاجتماع وكأن شيئاً لم يكن ولكن هذا لا يعني – ويجب الا يعني – عدم سؤال الموظف عن سبب التأخير لكن ينبغي ان يكون ذلك بعد انقضاء الاجتماع وان شئنا بعيداً عن مرأى ومسمع زملائه ولا عضاضة في ذلك فمن هنا يكون المدير حصيفاً ، كما لا يفوتنا في السياق التنويه ان حتى لو كان الموظف متعمداَ في تأخره بغية استثارة مديره فإنه يتعين على المدير الا ينجر لهذا السلوك العدمي البغيض فالتجاهل في هذه الحالة هو الحل الامثل وبمعنى من المعاني لا مبرر لتلك الترهات فإن كان ثمة توجيهات او استجابات جهة هذا الموظف او ذاك فلتكن بمنأى عن الزملاء والاهم ان تكون بشكل عقلاني وفق ادبيات منظومة العمل ومنزوعة من التجريح والسفاسف . اعلاه مقتطف من كتابي ( محطات من واقع الادارات ) .