رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل ابا الودع الحربي
مشعل ابا الودع الحربي

التسامح والتعايش

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

الدين الإسلامي دين عالمي يركز على الأخلاق الفاضلة والمعاملة الحسنة بين بني البشر ، إذ يعتبر أول دين يهتم ويوجه البشر لتطبيق العدل وينهي عن الظلم والبغضاء والتعصب ، ويدعو إلى احترام حرية الآخرين واحترام الرأي الآخر ، ويرسم المنهج لتحقيق هذه الأخلاقيات والسلوكيات . في وقتنا الحالي أشد ماتحتاجه مجتمعاتنا وشعوبنا التعايش الإيجابي والتسامح بين جميع الأديان والثقافات والأعراق ، ليسود التعاون والمحبة. الإسلام يعتبر التسامح شرطا أساسيا لتحقيق السلام في المجتمعات الإنسانية ، لذا نجد أن الله سبحانه وتعالى يوجه خطابه في القرآن الكريم للعقل الإنساني لتربية النفس الإنسانية وتحقيق الذات ، كما يأمر باستخدام أسلوب التنبيه والتوجيه بالتسامح والإحترام والحيادية ، لقوله تعالى ( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ). وللتسامح أنواع منها : ١ - التسامح الديني : يتمثل التسامح الديني في التعايش بين جميع متبعي الأديان السماوية ، وممارسة الشعائر الدينية بحرية وبدون تعصب ديني . ٢ - التسامح العرقي : يتمثل في تقبل الآخر بالرغم من وجود اختلاف في العرق أو اللون من ستى المنابت والأصول . ٣ - التسامح الفكري والثقافي : يتمثل في الإبتعاد عن التعصب للأفكار ، واحترام فكر ومنطق الآخرين ، والتأدب في الحوار والتخاطب . التسامح السياسي : يتمثل في ضمان الحريات السياسية الجماعية والفردية ، تحقيقا لمبدأ أومنهج الديمقراطية . فلتحقيق مبادئ التعايش بين الأديان ينبغي وضع عدد من الأهداف التي يرغب الأفراد بتحقيقها للمجتمع ، ومن ثم أن يتم التعاون بين هؤلاء الأفراد من أجل أن يتم تحقيق الأهداف التي تم الإتفاق عليها . عندما يبدأ الأفراد في البحث في التراث الحضاري فإنه سوف يتم إيجاد بعض الأشياء المشتركة بين الأديان وبالتالي يجب على الأفراد أن يقوموا بتنسيق النقاط المشتركة بين هذه الأديان . إنه مما ابتلينا به في هذه الأيام على مجتمعاتنا وجود زمرة ممن يقومون باستغلال الأديان في زرع الكراهية بين صفوف المجتمع ، لتحقيق مآربهم الشخصية ، والخاسر في ذلك الناس البسطاء ، الذين يتم جرهم لهذا المستنقع الخطير ، وهم وحدهم من يدفعون الثمن . فإذا وُجد الإختلاف في المجتمعات البشرية فينبغي أن يكون ذلك من الظواهر الطبيعية ، ولاينبغي لفئة التغول على فئة أخرى لأن ذلك يُوجد العداوة والبغضاء في المجتمع ، ويثير النعرات الطائفية بين أفرادها ، بل ينبغي أن يكون ذلك الإختلاف سبيلا للتعارف والتواد والتراحم بين أطياف المجتمع الواحد ، والسعي لإيجاد المصالح المشتركة بينهم ، لقوله تعالى ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ).

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up