رئيس التحرير : مشعل العريفي
 عبدالرحمن اللاحم
عبدالرحمن اللاحم

الإسلام السويدي

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

كم أغبط إخوتنا المسلمين في السويد ودول أوروبا على سماحة دعاتنا ووعاظنا المسافرين لهم للدعوة حيث تفتقت لدعاتنا هناك مواهب جديدة في الاعتدال والبشاشة والتسامح واختفت علامات التمعر والغلظة، وأصبحوا فجأة يتحدثون بتسامح عن قضايا قالوا لنا يوما إنها غير قابلة للنقاش في صحارينا، وفجأة أيضا اكتشفوا أن لبس البنطال لا يُعد تشبها بالكفار الذين تلاشت الفتاوى في البراءة منهم والتمعّر في وجوههم، وعلى حين غرة أصبحت الموسيقى وكافة الفنون وتغطية المرأة لوجهها مسائل جزئية قابلة للخلاف مع الميل إلى إباحتها نظرا لتغير الزمان، والأهم من ذلك تغير المكان، فالسويد لها إسلامها الخاص الذي لا يستحقه المسلمون المقيمون في الصحاري والقفار أو في أدغال أفريقيا والذين قدرهم أن يتعايشوا مع النسخة المتشددة للإسلام فلا طبيعة خلابة لديهم ولا وجوه حسنة تقلب بقدرة الله القول المرجوح إلى راجح. هناك في السويد لا يمكن أن ترى حفلات تكسير الآلات الموسيقية ولا سرادق (تتويب) الأطفال، فدعاتنا المسافرون إلى تلك الديار الطيبة منشغلون بتسويق التسامح وحضور الأنشطة الدعوية المختلطة فلا وقت لديهم للحديث عن أحكام التشقير والراجح في حكم إخراج المرأة لأصبعها الخنصر للحاجة أو حكم إرسال المرأة لوجهٍ ضاحك في وسائل التواصل الاجتماعي، وهل هو داخل في الخضوع في القول؟ تلك جزئيات لا ينشغل بها دعاتنا المهاجرون غربا؛ لأنها قضايا منحصرة بنا وجزء من خصوصيتنا وفور عودتهم سيعاودون التفصيل فيها في وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات. لكن إخوتنا المسلمون في السويد يستحقون تسامح دعاتنا المسافرين لهم؛ لأنهم ساهموا في تغيير خطاب أولئك الدعاة وأجبروهم على ترك تشددهم من خلال التأشيرة الساحرة لدخول تلك الديار المباركة، فهم لا يريدون أن يمنعوا منها كما منع إخوة لهم من قبل، لذلك كشفوا عن الجانب المتسامح للإسلام لكنها تبقى نسخة خاصة بأوروبا لا يجوز تداولها خارجها خصوصا في المناطق الناطقة بالعربية. وبما أننا لا يمكن أن نكون سويديين فننعم بما نَعَم به أشقاؤنا السويديون هناك فلا أقلّ من إبرام اتفاقية تبادل دعوي مع دولة السويد فيأخذون دعاتنا ويرسلون لنا دعاة سويديين يدعوننا ويفتون لنا في قيادة المرأة للسيارة والاختلاط وفقه (الإبراق)، فكما أن بيننا تبادلا تجاريا فلا يمنع أن يكون هناك تبادل دعوي بين السعودية والسويد فنحن أحق بالاعتدال منهم. نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up