رئيس التحرير : مشعل العريفي

آل الشيخ: المسلمون اليوم أغلبهم أمم متخلفة حضاريًّا !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: قال الكاتب محمد آل الشيخ" قد أختلف معك ومع قناعاتك، وأراك على خطأ مطلق، وفي المقابل لك الحق كل الحق أن تكرهني وتبغضني إذا اختلفت مع رؤاك وأفكارك، وترى أنني على خطأ مطلق.
الكراهية والبغضاء وأضاف خلال مقال له منشور في صحيفة الجزيرة بعنوان " كيف نتعامل مع غير المسلمين؟" لكن شريطة أن تبقى هذه الكراهية والبغضاء لا تضرني ولا تؤذيني ولا تصادر أفكاري، ولا تمس حقوقي كإنسان؛ فالمشاعر سواء كانت سلبية كالكراهية والبغضاء، أو إيجابية كالحب والولاء، قضية محض قلبية، وربما لا يستطيع الكثيرون التحكم فيها، لكن متى ما تحولت هذه المشاعر السلبية من القلوب إلى الواقع، وتمخض عنها ضرر وإيذاء أيًّا كان نوعه، فإن ذلك يعني بالضرورة الإرهاب.
المسلم الحق السوي أصبح محل شك وريبة أينما حل وارتحل وتابع: نحن نمر بفترة زمنية استغلها أصحاب غايات وأهداف قميئة، استغلوا عواطف الناس الدينية، واكتشفوا أنهم من خلال الإسلام وتراثه يستطيعون أن يحققوا أهدافهم، ويستقطبوا من الأتباع الأعداد الغفيرة، ولاسيما أنهم بدؤوا في فترات كنا عنهم وعن مؤامراتهم لاهين، فعاثوا في بلاد الإسلام فسادًا وتخريبًا، وأعطوا غير المسلمين انطباعًا سيئًا عن الإسلام والمسلمين، وأصبح المسلم الحق السوي والصادق محل شك وريبة أينما حل وارتحل.
الحركات المتأسلمة وأردف: صحيح أن هذه الحركات المتأسلمة قد انكشفت، وتنبه كثير من المسلمين لحيلها، وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين، إلا أننا يجب أن نعمل بجد لا يعرف التهاون، ودأب لا يكتنفه التخاذل، على تلمس حججهم، والتمحيص عن خططهم، وحصار من يدعمهم، حتى نضمن أنهم لن يعودوا مرة أخرى.
المسلمون اليوم أغلبهم أمم متخلفة حضاريًّا وأكمل: أهم الوسائل التي سلكتها هذه الحركات منذ بدايتها (تكريس) ثقافة الكراهية، والبعد كل البعد عن التسامح، والإصرار على أن التعايش بين سكان العالم وإن اختلفت مللهم أو مذاهبهم أصبح ضرورة تمليها علينا مصالحنا، فالمسلمون اليوم أغلبهم أمم متخلفة حضاريًّا، نأكل مما لا نزرع، ونلبس مما لا ننتج، ونركب مما لا نصنع، ونعالج أمراضنا من أدوية وأجهزة لا نصنعها، فكيف والمسلمون في قاع العالم الحضاري نستطيع أن نعيش.
الموعظة الحسنة وأستطرد قائلا: نحن الآن من حيث القوة والنفوذ والقدرة تمامًا كما كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - في مكة المكرمة قبل الهجرة، والسؤال الذي يطرحه السياق هنا: هل كان أسلوب الرسول في مكة مثلما كان في المدينة؟.. طبعًا لا، فقد كان يدعوهم بالحسنى والموعظة الحسنة، ولم يشهر في وجوه كفار قريش سلاحًا، ولم يلجأ لا هو ولا أصحابه إلى العنف؛ لأنه كان يعلم يقينًا أن العنف ستكون ردود فعله على الإسلام كارثية.
ثقافة التسامح واختتم مقاله قائلا: لذلك كله فإننا في هذا العصر أحوج ما نكون لترسيخ ثقافة التسامح؛ لأنها في مصلحتنا وفي مصلحة ديننا. وثقافة التسامح أول من يجب أن يمارسها المدرسون في مدارسهم، والخطباء على منابر الجُمع، فنحن في أمسّ الحاجة لها، فمن الغباء والحماقة أن (نستورد) ثقافة عنيفة من الماضي بعد أن اتضح لدينا من خلال التجارب ما جر إلينا وإلى شعوبنا العنف والتعالي على ثقافات البشر.

arrow up