رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مها الشهري
مها الشهري

رؤية 2030 وفرص جديدة للتصنيف!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

عند النظر لتفاعلاتنا الفكرية والاجتماعية منذ إطلاق رؤية 2030 التي كان عليها استيعاب الكثير من الانتقادات والاختلافات حولها، لاحظنا أن البعض لا يتفق مع استجابة البعض الآخر في أساليب النقد أو التعبير عن التطلعات، مع الإيمان بأن من يقدم نقدا يعاكس حجم التفاؤل المفرط فهو يريد أن يقدم عملا حقيقيا، وينظر لمعوقات تحقيقه من زاويته الخاصة، وهو أفضل ممن يعمل على التعزيز دون اطلاع أو نقد أو معرفة. النقد اليوم لا يعني اتهام الرؤية بالفشل لما تحمله لنا في المستقبل بقدر ما هو عمل على المقومات التي تنقذ الرؤية من احتمالات الفشل من مبدأ حق الجميع في التشارك، حيث إن النقد هو الوسيلة الممكنة في تقويم الأخطاء ومعالجة المشكلات التي قد لا يلتفت إليها البعض الآخر وقد لا يعلمون كيف وقعنا فيها في السابق، لأنهم في بعض الحالات لا ينظرون للأسباب التي تجعلنا نركز عليها بالنقد كأصل للمشكلة وكحل للخروج من تأزمها ولتفادي الوقوع في مشكلات أخرى ذات صلة. يعتقد البعض أنه يتفرد بالفكرة الناجزة التي تفرض على الآخر التسخيف منها كونه لم يتمكن من استنتاجها، فلا يجد سبيلا إلا في الضدية على نظام السبق لاستمالة الرأي الاجتماعي أو جذب أنظار صناع القرار، أي أن الهدف قد يكون وصوليا بمعنى أنه لا يخدم تطلعات المرحلة، وهذا يفقدنا القيمة الجوهرية لمفهوم اقتسام الفضل بيننا والمشاركة بالحوار الحضاري، هذا يعني أن الجميع قادر على تقديم الأفضل من أجل مجتمعه، ولأن الكمال ليس إلا لله فإذا غفل أحدنا عن جزء مهم من جوانب رأيه فعلى الآخر أن يسدده في مناخ تفاعلي منسجم خال من التعصب والأنانية والتفرد. لدينا اليوم فرصة لتقريب وجهات النظر والحوار الموضوعي البناء من أجل أن تكون مساهمتنا في العمل الاجتماعي واحدة، وحتى لا نظهر كمتخاصمين على فهم حاجات مجتمعنا ومتطلباته، وهذا الأمر لا يمكن له أن يستقيم بإلقاء الاتهامات والتصنيفات ضد بعضنا إنما بالنقد الذي يعمل على المقاربة والتسديد. الوطن حق للجميع ولكل منا طريقته في التعبير عن حبه لوطنه، وليس من المنطق أن نتهم شخصا ما في وطنيته لأن طريقته في التعبير لم تعجبنا، فيجب أن نأخذ التصنيف الفكري على كونه شأنا يهدد الوحدة الوطنية، حيث إن إطلاق الأحكام على الآخرين دون فهم مواقفهم يشكل أمرا خطيرا نحن في غنى عن تبعاته، والتفاؤل جيد وعلينا جميعا أن نتفاءل من ناحية عاطفية، ولكن النقد لا يعني التشاؤم بقدر ما يعني العمل الاجتماعي الحقيقي البعيد عن العواطف.
نقلا عن عكاظ

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up