العرفج لا طعم ولا لون ولا رائحة

يُتهم عامل المعرفة الدكتور احمد العرفج بتسطيح الثقافة وجعلها سواليف "حكواتي" يريد أن يستهلك الوقت أمام الشاشة وفي الصفحات دونما فائدة أو مشروع ثقافي متضح الملامح
أجد أن هذا النقد فيه شيء من الوجاهة حينما ننظر له بمنظور المثقف "العاجي" الذي كون صورة ذهنية عما يجب أن يكون عليه الكاتب وبالتالي كون له خطابا وجمهورا عاجي يشبهه الى حد السيامية !.
في الحقيقة إن تجربة العرفج الثقافة هي نوعية في مرحلتها ومتجددة ، وظهور العرفج بهذا المظهر "الفكاهي" ليس الا للفت نظر جميع الأطياف المجتمعية فمن لا يعجبه حديث العرفج فسيعجبه فكاهته وسخريته من نفسه ومن الواقع احيانا
استطاع العرفج بهذه الرؤية أن يصل الى شريحة لم يصل اليها كثير من الكتاب المخضرمين واراهن أن الاطفال والعجائز يتابعونه وأعرف بعض كبار السن يحرصون على متابعته ليضحكوا وبالحقيقة أن العرفج قد خدعهم بتمرير رسائل النقد وجرعات الوعي من خلال كل نكته يقولها أو سخرية يلاحق بها أحدهم !
اخيرا ; وجود العرفج واطلالته ظاهرة صحية على الأقل أنه ظهر بشكل أكبر من كتاب عاشوا عشرات السنين يوقدون الوهم ويلعنون ظلام العزلة التي صنعوها على مقاسهم فلم يرهم المجتمع ولن يرون إلا انفسهم .
لا يفوتني أن أقول ان العرفج يشبه الماء لا طعم ولا لون ولا رائحة ولكنه في ياهلا مع الجميل العلياني يتحول إلى "شربات" .