رئيس التحرير : مشعل العريفي

إعلامي لبناني: إيران أعلنت الحرب... ماذا بعد؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: قال الكاتب والإعلامي نديم قطيش "لم يعد مهماً، لمعرفة هوية المعتدي، التدقيق في التفاصيل التقنية للعدوان الذي استهدف منشآت لأرامكو، والذي عطل جزءاً من الإنتاج النفطي السعودي. أياً تكن الجهة الفاعلة، والبقعة الجغرافية التي انطلق منها الهجوم، فإن أصابع الاتهام تشير بشكل حاسم إلى إيران".
لماذا تقدم إيران على استهداف بهذا الحجم وأضاف خلال مقال له منشور في صحيفة "الشرق الأوسط" بعنوان " إيران أعلنت الحرب... ماذا بعد؟" لكن لماذا تقدم إيران على استهداف بهذا الحجم، في اللحظة التي يضج فيها الإعلام الدولي باحتمال اللقاء بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفي ختام جولة أوروبية وآسيوية قادت وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى 12 دولة، شرح لمسؤوليها خلالها مظلومية إيران ودورها الاستقراري في العالم؟
اختطاف مسار الانفتاح الدبلوماسي بين إيران وواشنطن وتابع: يختلف المراقبون في الإجابة عن هذا السؤال. فثمة من يعتبر أن العملية تهدف إلى اختطاف مسار الانفتاح الدبلوماسي بين إيران وواشنطن على الرغم من الإشارات المتناقضة حياله. فقد سبق لروحاني أن رحب بلقاء، أياً كان، إن كان ذلك يضمن تأمين الازدهار لإيران، ومثله فعل ظريف قبل أن تنفجر في وجه الاثنين حملة إعلامية إيرانية في صحف المحافظين وصلت حد اتهام ظريف بالخيانة وروحاني بالجنون.. وفي المقابل عبَّر ترمب عن استعداد، بل حماس، للقاء روحاني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وغازل الاقتراح الفرنسي القاضي بالموافقة على خط ائتماني أوروبي لإيران بقيمة 15 مليار دولار، أي ما يوازي عائدات مبيعات سنة لأوروبا محسوبة على أساس 700 ألف برميل في اليوم بسعر 58 دولارا للبرميل!
الأخبار الكاذبة وأردف: قد عزز خروج مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، فرص حصول اللقاء، قبل أن تنعاه تصريحات أميركية وإيرانية أمس. فالرئيس الأميركي اعتبر أن التقارير عن استعداده للقاء بلا شروط يقع في باب الأخبار الكاذبة، رغم أنه هو من كان صرح بذلك ووزير خارجيته مايك بومبيو بالصوت والصورة. تلا ذلك نفي الخارجية الإيرانية احتمال أي لقاء بين الرئيسين الأميركي والإيراني.
استهداف أرامكو وأردف: ثمة من يعتبر أن استهداف أرامكو نجح في تدمير هذا المسار بمثل ما دمر المنشآت التي استهدفها. من يرفضون هذا التفسير يعتبرون أن لعبة تقسيم الأدوار بين المحافظين والإصلاحيين هي لعبة كلاسيكية يلعبها النظام الإيراني منذ الثمانينات، وأن الثابت في سلوك طهران هو استعداء المملكة العربية السعودية، ومن خلالها عموم الخليج لأسباب تتصل بطبيعة الحسابات الجيوسياسية لإيران. وبالتالي يرى أصحاب هذا الرأي أن العدوان على السعودية منفصل بحساباته عن تطور أو تدهور العلاقة بين إيران والغرب، ويستدلون أن إيران ازدادت شراسة في علاقتها بالمنطقة بعد توقيع الاتفاق النووي، بخلاف توقعات الرئيس السابق باراك أوباما أن التعامل الإيجابي مع مصالح إيران سيؤدي إلى ليونة في سياستها الإقليمية.
التصعيد لدفع واشنطن للتراجع عن العقوبات وقال: تفيد مدرسة ثالثة في التحليل بأنه لا لقاء أميركياً إيرانياً كان في حسابات إيران منذ البداية، وأن هدف إيران، بحسب رأي للأكاديمي الإيراني الذي يعد من أصوات النظام في الغرب، والي نصر، هو في الواقع التصعيد لدفع واشنطن للتراجع عن العقوبات. ومن ذلك يتفرع رأي رابع يفيد بأن إيران ما زالت ترى أن العدوان على السعودية لن يجر عليها ردود فعل لا طاقة على احتمالها، كمثل الردود المتوقعة لو أن إيران ردت على إسرائيل، وعلى الاستهدافات الإسرائيلية لها في كل من العراق وسوريا ولبنان، أو أنها قررت رفع درجة تخصيب اليورانيوم إلى حدود توحد الموقف الأميركي الأوروبي ضدها. وبهذا يكون استهداف السعودية بدلاً عن استهدافات أكثر مغامرة وأعلى تكلفة على إيران.
إيران دولة مغامرة وأكمل: يجب الاعتراف أن إيران دولة مغامرة، لا تتصرف إلا وفق تعريفات صارمة لمصالح أمنها القومي مع الحلفاء قبل الخصوم، وفرضت حتى الآن قواعد لعبتها البسيطة على الجميع. هي تريد لخصومها أن يتلهوا بالاشتباك مع أدواتها وعصاباتها في لبنان واليمن والعراق وسوريا وغيرها، ما دام أنها تحتفظ بالقدرة على نفي المسؤولية عن أفعال هؤلاء وتقطف ثمار أعمالهم. يجب تغيير هذه القاعدة والاشتباك مباشرة مع إيران وليس بالاتكال على الاقتصاد والعقوبات وحدهما، ولا بالاتكال على واشنطن وحدها. صحيح أن أميركا لوحت باحتمال ضربات عسكرية، لكن من يتابع التصريحات الإيرانية والأميركية يعلم أنها قد لا تحصل، ولو حصلت فلن تتجاوز الاستعراض، وفي حسابات طهران أنها قادرة على استيعاب الضربة ولو استمرت أياماً.
تغيير قواعد اللعبة وأستطرد قائلا: المطلوب هو تغيير قواعد اللعبة عبر تطوير منظومة أمن إقليمي تضم كل من يعتبر إيران عدواً وتهديداً لأمن المنطقة واستقرارها، على ألا تكون قاعدتها العروبة أو الإسلام ولا أي هوية أخرى، بل التصنيف الدقيق للعدو الإيراني، وفق تعريف واضح للمصالح المشتركة. فأصحاب المصلحة في المنطقة في مواجهة الإرهاب الخميني ليسوا قلة لا بإمكاناتهم ولا بمواقعهم في النظام الدولي... وحدها منظومة من هذا النوع تضع حداً للعلاقة الابتزازية الأميركية ولتبعات التردد الأوروبي، لأن أمن المنطقة يبدأ من داخلها ومن تفاهم مكوناتها على قواعد استقرارها.
واختتم مقاله قائلا: الأهم أن يبدأ الأمر بتعزيز الوعي المجتمعي أن إيران هي العدو الأول... والخمسون... ويكون التصرف على هذا الأساس سياسياً واقتصادياً وإعلامياً ودبلوماسياً... محاباة طهران بحجة تبعات المواجهة معها أو الخضوع لابتزاز الرأي العام القومي أو الإسلامي تعني أن طهران ستأكلك بالتقسيط.

arrow up